فاروق جويدة
أرجو ألا يغضب منى رئيس الحكومة المهندس ابراهيم محلب إذا طالبت السادة الوزراء بأن يجلسوا في مكاتبهم بعض الوقت وان يتوقف قليلا مسلسل السفريات للخارج في مهمات لا تفرضها الضرورة ..
أرجو منه ان يطلب حصراً بسفريات الوزراء خلال العامين الماضيين وسوف يكتشف انها كانت أكثر من اللازم وان هناك سفريات لم يكن لها مبرر على الاطلاق .. إننا نقدر حالة الحماس التى تعيشها الحكومة ورغبتها في تسيير عجلة الإنتاج والاستثمار والمساعدات الخارجية ولكن هناك أشياء كثيرة من ذلك كله يمكن ان تتم في القاهرة من خلال السفارات والمكاتب التجارية ورجال الأعمال .. يجب ان تكون سفريات السادة الوزراء للضرورة وبجانب هذا فإن كل وزير يسافر ومعه طابور طويل من هيئة المكتب والمستشارين ورؤساء القطاعات والصحفيين والإعلاميين وما شابه ذلك .. ان ميزانية الدولة تعانى مشاكل وأزمات كثيرة خاصة ما يتعلق بالنقد الاجنبى وهذه السفريات تكلف الدولة مبالغ كبيرة من النقد الاجنبى على السيد رئيس الوزراء ان يراجع أسفار كل وزير والغرض من السفر وأعداد المرافقين ومدة السفرية وقبل هذا كله العائد منها .. اننى لا أطالب بمنع الوزراء من السفر فهذا مطلب غير منطقى ولكن أطالب فقط بأن تكون حركة الوزير مدروسة ومسئولة لأن هذا ليس وقت الفسح الخارجية .. في زمان مضى عانينا كثيرا من سفريات المسئولين في الدولة وكانت هناك مناسبات ثابتة للسفر إلى أوروبا مرة إلى باريس وأخرى إلى لندن بجانب الزيارة السنوية لواشنطن وللأسف الشديد ان معظم هذه السفريات كانت للتسوق وشراء ملابس الصيف والشتاء وزواج الأولاد والأحفاد .. في يوم من الأيام اكتشفت الصحف القومية ان نصف ميزانياتها ضاع على سفريات رؤساء التحرير التى تكلفت ملايين الدولارات ما بين الفنادق وبدلات السفر وشراء الملابس والأمتعة على حساب هذه المؤسسات وكانت نتيجة ذلك كله ان هذه المؤسسات أفلست ..
أحيانا تسيطر على المسئولين رغبة شديدة في الهروب من الحر وأيام الصيف الكئيبة ويتجهون إلى بلاد الفرنجة .. وأحوال مصر الآن لا تسمح بذلك.