توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سقوط مملكة القطن

  مصر اليوم -

سقوط مملكة القطن

فاروق جويدة

 

لا ادرى لماذا تأمرت حكومات مصر المتعاقبة على القطن المصرى حتى سقط من عرشه رغم انه كان يتمتع بسمعة ومكانة دولية لا تقل عن سمعة نهر النيل والفراعنة .. كان القطن المصرى يحمل ارقى انواع الاقمشة فى العالم وكنت تشترى المنسوجات من أى دولة أوروبية وعليها اسم القطن المصرى وكانت المنسوجات المصرية من ارقى المنسوجات فى العالم.
وفى الداخل ارتبط محصول القطن بأجمل الذكريات فى حياة الفلاح المصرى من عائد القطن كان زواج الأبناء وسداد الديون وتوفير احتياجات العام من بقية السلع .. كان الفلاح المصرى يحتفل كل عام بموسم جنى القطن ويتنافس الفلاحون لإنتاج اكثر وجودة افضل وحين دخل الكانتلوب الارضى المصرية اكتسح الاسواق وقيل يومها إن زراعة الفراولة والخيار افضل من زراعة القطن واستولت الفراولة على مساحات رهيبة من الاراضى وبدأ القطن رحلة التراجع إنتاجا وتصديراً.. ودخلت على مصر انواع غريبة من القطن الملون وبدأت الحكومة تتراجع فى المساحات المخصصة للقطن ثم فتحت باب الاتجار فيه للقطاع الخاص ثم امتنعت عن تسلم المحصول من الفلاحين الذين جلسوا يشاهدون اكياس القطن ملقاة أمام البيوت فى مشهد جنائزى لا احد يشتريها وفى الوقت الذى امتنعت فيه الحكومة عن شراء القطن بدأت مافيا الاستيراد تستورد القطن من الخارج تحت دعوى ان أسعاره اقل وأن المصانع الجديدة فى مصر تحتاج إلى الأنواع الرخيصة والرديئة من الأقطان .. وسقط تاج القطن المصرى عن عرشه وبدأ التجار يستوردون القطن الاسرائيلى والهندى واغلقت عشرات المصانع ابوابها امام القطن المصرى .. وكانت الكارثة أن زراعة الفراولة والكانتلوب فشلت ووجدنا انفسنا نقع فريسة لمافيا الاستيراد .. نستورد القطن والقمح والثوم والبصل وفى الاسواق يوجد الآن الثوم الصينى رغم ان مقابر الفراعنة مازالت عليها حتى الآن بقايا من البصل والثوم .. الخلاصة أننا ضحينا بالقطن من اجل سلع أخرى وخسرنا الاثنين معا .. فلا نحن حافظنا على القطن تاج الزراعة المصرية ولا نحن نجحنا فى زراعة الفراولة ولله فى خلقه شئون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط مملكة القطن سقوط مملكة القطن



GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

GMT 07:43 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المعادلة ليست ميادة أم أصالة

GMT 07:31 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عيد الميلاد المجيد... محرابٌ ومَذبح

GMT 07:30 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المسافات الآمنة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon