فاروق جويدة
المصريون فى الخارج يتحدثون عن غياب الإعلام المصرى تماما عن الساحة الدولية..على الشاشات وفى الصحافة وفى وسائل التواصل الاجتماعى الجميع يتحدث عن غياب الأمن فى مصر وكأن الناس تأكل بعضها فى الشوارع وأمام غياب الصورة الحقيقية تنتشر الأكاذيب كل يوم ..لقد غاب الإعلام المصرى فى أحداث كثيرة كان ينبغى توضيح الحقائق للرأى العام..فى أحداث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء غابت تماما وجهة النظر المصرية وحتى الآن لم يعرف احد حقيقة ما حدث.. جاءت كارثة مقتل الباحث الايطالى واكتشاف جثته على الطريق الصحراوى لتضيف الكثير من الغموض حول هذه الجريمة الرهيبة.. وعلى المستوى الداخلى فإن الكثير من الحقائق لا يعرفها احد. ان خروج أطباء مصر بهذه الأعداد الضخمة كان يحتاج إلى مواجهة سريعة من الحكومة مع توضيح الظروف والملابسات من جهة اخري.. ولكن هناك ما يشبه التعتيم فى أحداث كثيرة فيها ما يخص العالم الخارجي..ان السبب فى ذلك ان الإعلام المصرى تاه فى سراديب المناقشات والمعارك الداخلية ولم يعد يعكس اى ردود أفعال تجاه الخارج وانحصرت كل مواقفه فى الرد على قنوات الإخوان المسلمون فى تركيا أو غيرها فى حين ان المطلوب ان تصل الحقيقة إلى العالم كله حتى لا نترك الإشاعات والأخبار الكاذبة تشوه كل ما يحدث فى مصر..لقد تركت هذه الصورة آثاراً سيئة على السياحة فى مصر لأن السائح الاجنبى يرى الصورة قاتمة من خلال إعلام مغرض وحقائق مزيفة ولا أدرى أين هيئة الاستعلامات ومكاتبها فى الخارج وخبراؤها ولماذا غابت فى السنوات الأخيرة..ولا ادرى أين المكاتب الإعلامية والثقافية فى سفارات مصر فى الخارج وماذا تفعل الآن..ان انفصال مصر عن العالم بهذه الصورة يترك آثاراً سيئة أمام السائح الاجنبى الذى يتصور ان الأمن فى مصر لا وجود له..ان المطلوب ايضا ان يخرج الإعلام المصرى من خنادق الإقليمية والمحلية التى تحاصره بحيث اكتفى بالصراخ والعويل والمهاترات والفضائح ولم يعد له دور على المستوى الخارجى أين إعلام مصر القوة الضاربة التى كانت من أهم مصادر القوة الناعمة سنوات طويلة فهل أخطأنا حين ألغينا وزارة الإعلام.