فاروق جويدة
حالة الطناش التى يعيشها اثرياء مصر هذه الأيام تدعو للدهشة والتساؤل.. ماذا ينتظر هؤلاء ومتى يتقدمون وما هى اسباب المماطلة والتأجيل ..إن المطلوب منهم ليس تبرعات لجمعية اهلية او مساعدة لعدد من المرضى الفقراء ..إن المطلوب مستحقات وطن وحقوق شعب.. يخطئ اثرياء مصر ورجال اعمالها إذا تصوروا ان ما يقدمونه شئ من الزكاة .. نحن امام دين مستحق بكل معنى الكلمة.
ارجو ان يجلس كل واحد منهم مع نفسه وضميره ويراجع حساباته فى السنوات الماضية.. كم كسب من قطع الأراضى التى حصل عليها بقروش هزيلة وباعها بمئات الملايين .. وما حجم القروض التى حصل عليها دون ضمانات من البنوك وما حجم الأموال التى سقطت عنه حين تمت تسويات ديون رجال الأعمال وبلغت هذه الصفقة فى حينها 100 مليار جنيه ..
كم كسبوا فى كارثة تعويم الجنيه المصرى حين كان سعر الدولار 340 قرشا وقفز فى ليلة واحدة الى 750 قرشا ومن كان لديه مائة مليون جنيه اصبحت 200 مليون فى ليلة واحدة..يجب ان يسألوا انفسهم عن مضاربات البورصة وكم كسبوا منها حين كانت الحكومة توزع الأسهم المميزة لبعض العملاء وكبار المسئولين فى الدولة وتباع فى اليوم التالى بمكاسب مذهلة يجب ان يسألوا انفسهم عن الأرباح التى حققوها والضرائب التى سددوها ..
يجب ان يجلس رجال الأعمال مع بعضهم ويتشاورون فيما بينهم بحيث يصلون إلى رقم يتناسب مع الظروف التى تعيشها مصر الآن..لنا ان نتصور لو ان فى مصر 1000 من الأثرياء الكبار ودفع كل واحد منهم مائة مليون جنيه او 50 مليون جنيه او 30 مليون جنيه..هذه هى الأرقام التى ينتظرها المصريون من رجال اعمالهم..اما المسئولون الكبار الذين تاجروا فى مناصبهم وجمعوا مئات الملايين وهربوا فإن الأمانة والمسئولية تقتضى منهم ان يطلبوا العودة وإغلاق الملفات والمحاكمات مقابل التنازل عن نصف الأموال التى نهبوها .. فإذا كان المسئول قد حصل على 500 مليون فعليه ان يعيد للدولة 250 مليون وتغلق ملفاته امام المحاكم..هذه لحظة تاريخية فارقة يمكن ان تكون بداية لشعب جديد.