فاروق جويدة
اتصل بى الإذاعى القدير الصديق فهمى عمر غاضبا معاتبا حزينا وهو يقول لماذا تهمل الدولة المصرية الإذاعة بهذه الصورة القاسية .. واكمل الرجل حديثه كيف لا تمثل الإذاعة المصرية برئيسها فى لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الإعلاميين.
لقد بحثت عن رئيس الإذاعة بين الحاضرين ولم اجده ولم اجد ايضا شخصا يمثل هذه المؤسسة العريقة كما ان مشروع المجلس القومى للإعلام المقدم للحكومة لم يتعرض للإذاعة ودورها من قريب او بعيد وتجاهلها تماما .. ان الإذاعة من اهم اجهزة الإعلام المصرية واخطرها دورا ومسئولية .. والإذاعة المصرية صاحبة دور وريادة منذ عشرات السنين هى التى قدمت الفن الجميل وحفظت تراث هذا الشعب تاريخا وابداعا واحداثا وثقافة وكنا فى شبابنا نحمل اجهزة التسجيل وكانت تزن عشرات الكيلو جرامات ونحن نتابع تحركات المسئولين وانشطتهم المختلفة فى كل مكان ..
وقفنا بجوار ثورة يوليو بكل الصدق والإخلاص ووقفنا مع كل معارك الجيش والشعب فى 56 و67 وكنا فى مقدمة الصفوف فى انتصار اكتوبر بالأغانى الوطنية التى عاشت فى وجدان المصريين ..ان الإذاعة المصرية هى التى شكلت وجدان مصر وشعبها وهناك عشرات الأسماء التى حملت الفن والفكر والرؤى لكل ربوع العالم العربى ولهذا اشعر بحزن شديد لهذا التجاهل والتهميش لا اتصور ان الدولة المصرية لا تدرك اهمية ودور الإذاعة فى الماضى والحاضر ولكنه النسيان..
> كان حديث الصديق فهمى عمر شيخ الإذاعيين رسالة الى المسئولين حتى لا يشعر العاملون فى هذه المؤسسة العريقة انهم خارج السياق .. وانا بدورى اضم صوتى الى الأستاذ فهمى عمر .. اننى واحد ممن يقدرون تاريخ الإذاعة المصرية ومازالت حتى الآن تمثل قيمة ثقافية وإعلامية كبرى وهى التى حافظت على منابع الفن المصرى فى ارقى مراحله وقدمت للعقل المصرى والعربى زادا فكريا وابداعيا مازال يمثل جزءا عزيزا من تراث هذه الأمة..لا اعتقد ان احدا ينكر دور الإذاعة او يسعى لتهميشها ولكنها الأحداث والأيام والزمن فسوف تبقى الإذاعة فى وجدان كل مصرى مصدرا للمتعة والثقافة والفن الجميل