فاروق جويدة
"وما ارسلناك الا رحمة للعالمين".."وانك لعلى خلق عظيم ".. هذا ما قاله الخالق سبحانه وتعالى عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام .. جمع الرحمة مع الاخلاق .. الرحمة تجمع كل جوانب الخير فى الانسان .. انها الحب .. وفيها الحنان .. وهى ارقى واعمق وانبل المشاعر الانسانية والخالق سبحانه حين اراد ان يصف ذاته العليا قال الرحمن الرحيم وكلاهما من الرحمة ..
والرسول عليه الصلاة والسلام اوصانا دائما ان نكون رحماء على انفسنا .. اما الاخلاق فهى صفة انسانية رفيعة لان الانسان هو الكائن الوحيد الذى يتصف بالاخلاق عن بقية الكائنات هناك مشاعر مختلطة خلقها الله تعالى ومنها الرحمة لأن الرحمة جزء من السلوك فى كل ما خلق الله على الارض حتى الاشجار تحمى وتظلل صغيرها حتى يكبر ولكن الاخلاق صفة بشرية وهى انبل ما فى البشر وارقى ما فى سلوكياتهم .. ولهذا فإن الاخلاق عند البشر هى السلوك المترفع .. والاخلاق عند رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام هى القدوة والنموذج والمثل الاعلى لكل بنى البشر .. انه عليه الصلاة والسلام الهادى والمؤمن والرحيم بأهله وناسه واتباعه ولهذا يقول عن نفسه "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" هذا هو رسولنا الكريم وفى مولده وذكرى دعوته نتوقف عند حياته ونذكر كلماته فى خطبة الوداع "ألا انى قد تركت بين يديكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا كتاب الله وسنتى"وفى قرآننا الكريم طريق للصلاح والهدى لمن أراد الهداية وفى سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام نماذج رفيعة وقدوة طيبة تجسدت فيه كل خصال النبوة وأولها الرحمة والأخلاق .. هذه هى صورة المصطفى عليه الصلاة والسلام ونحن نستعيد ذكراه ونحتفل بيوم مولده ونستعيد أبيات شعر شوقى امير الشعراء
ابا الزهراء قد جاوزت قدرى
بمدحك بيد أن لى انتسابا
مدحت المالكين فزدت قدراً
وحين مدحتك اجتزت السحابا
عليك افضل الصلوات والسلام يا سيد الخلق فى رحمتك واخلاقك ونبل سيرتك .. صلى الله وسلم عليك