توقيت القاهرة المحلي 07:55:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمر الشريف والفن الجميل

  مصر اليوم -

عمر الشريف والفن الجميل

فاروق جويدة

لا احد يستطيع ان يحكى لنا الليلة الأخيرة فى حياة عمر الشريف وماذا دار فى خياله وهو يطوى صفحات عمره ما بين أضواء السينما العالمية والأسفار والرحلات والأمجاد وها هو يرحل عن عالمنا فى غرفة صغيرة فى أحد المستشفيات فى حلوان..مسافة كبيرة جدا وسنوات من العمر رحلت ما بين أضواء هوليوود وليالى باريس وشقته الشهيرة التى عاش فيها سنوات فى أشهر وأغلى الشوارع فى مدينة الجن والملائكة كما كان يسميها عميد الأدب العربى د.طه حسين . بعد كل هذا الصخب وملايين الوجوه وآلاف الكاميرات والحسناوات من كل جنس ولون هاهو الفارس ينام فى غرفة صغيرة بلا أصدقاء وبلا أهل وبلا نجوم..هاهى الرحلة الطويلة تنتهى بالفارس فى مكان بعيد عن كل النجاحات التى عاشها والبشر الذين التفوا حوله .. انه لا يذكر الآن شيئا من ذلك كله لقد اغلق الكتاب وطوى صفحاته ولم يعد يذكر الأمجاد التى عاشها والأحلام التى وصل إليها انه الآن يواجه الموت وحده وكما نجىء الحياة وحدنا نمضى منها كما جئنا لا احد يصافحه وهو ينسحب فى هدوء ولا شىء يودعه فلا هو أمام بيت عاش فيه ربما تذكر جدرانه وصوره شيئا عن حياته..لقد رحل كل الأحباب من مات ومن سافر ومن اختفى فى ظروف غامضة وبقى وحيدا فى حجرة صغيرة..هناك أشخاص آخرون عبروا فى هذه الحجرة لا يعرف احد منهم والغرفة نفسها لا تذكر من عاشوا او ماتوا فيها ان الفنادق والمستشفيات ودور المسنين لا تذكر الوجوه التى مرت عليها يوما..من أصعب الأشياء ان تجد نفسك وحيدا من كل شىء حتى ذكرياتك التى عشتها والأماكن التى عرفتها لا شىء من هذا الآن لقد هربت الذكريات واختفت الأماكن وسافرت كل الوجوه..فى الحجرة الصغيرة ربما تحدث عمر الشريف مع نفسه فلا شىء غيرها حاول أن يسترجع بعض ذكرياته ولكن حتى الذاكرة خانته..أغمض عينيه فى هدوء ورحل وقد نسى كل شىء..وبقى عشاق فنه ومحبوه يذكرون كل شىء لأن الفن الجميل لا يموت

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمر الشريف والفن الجميل عمر الشريف والفن الجميل



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon