توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمر الشريف ورحلة الخريف

  مصر اليوم -

عمر الشريف ورحلة الخريف

فاروق جويدة

كان عمر الشريف يجلس وحيدا أمام مياه البحر الزرقاء في احد المنتجعات بينما صور الماضى البعيد تطل أمامه من بعيد..أسقطت الأيام شواهدها وانسحبت الذاكرة من النجم الكبير
 وجلس يحدق في كل شىء حوله كأنه يجهل كل هذه الأشياء وكأنه يراها لأول مرة..هذا هو عمر الشريف لورانس وزيفاجو والبريدج والليالى الساحرة في كل عواصم الدنيا..هذا هو العاشق للحياة يجلس الآن وحيداً على شاطئ صغير من شواطئها وهو يسأل نفسه اين الأمجاد والنجاحات والنساء والعشق والنجومية..لا شىء بقى من هذا كله..الجميلات كبرن مثله وكل واحدة تنظر في ثيابها وتستعيد لياليها وبريق أيامها .. وتطل عليها من بعيد سلة المجوهرات وبريقها اللامع وهى تقف أمام الكاميرات والعالم من بعيد ينتظر ووسائل الإعلام تتصارع على صورة أو لفتة أو مشهد صغير .. ها هى تجلس الآن مثل عمر الشريف في غرفتها وحيدة وهى تسأل اين مئات الرجال الذين تساقطوا يوما تحت اقدامها كل واحد يريد ليلة او نظرة أو حتى ابتسامة عابرة .. يجلس عمر الشريف النجم وحيدا بلا اضواء وهو يتذكر دوره في رواية باسترناك وزيفاجو .. اين الشاعر فيه الآن وقد خبا البريق وانسحبت سنوات العمر وبدأت رحلة الخريف في صمتها وحيرتها وشحوب لياليها .. أتصوره الآن وحيدا وهو يطفئ نور غرفته في المنتجع الذى يعيش فيه لكى يغمض عينه وينام .. هل مازال يحلم هل مازالت لديه أدوار تمنى لو قدمها هل يذكر حسابه في البنوك وخسائره في البريدج وأكثر من مليون دولار حصل عليها في فيلم واحد يوم ان كان للمليون قيمة وسعر قبل أن يستباح في سوق اللصوص .. يجلس عمر الشريف الآن وهو لا يذكر شيئا من ماضيه ولا يعرف شيئا عن مستقبله والعالم ينظر إلى النجم الكبير من بعيد وهو في حالة إشفاق على الضوء الشارد .. قد تكون هذه اللحظات التى يعيشها النجم الكبير أسعد ايام حياته فبعد ان عاش كل هذه الأمجاد يأبى ان يمشى في القطيع واختار ان ينسحب ويصمت وهكذا يخبو ضوء النجوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمر الشريف ورحلة الخريف عمر الشريف ورحلة الخريف



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon