فاروق جويدة
رغم تقديرى للدكتور على جمعة مفتى مصر السابق الا ان فتواه الاخيرة حول الزواج قضية شائكة تحتاج إلى مراجعة ليس فى بعدها الدينى فقط ولكن فى بعدها الامنى والاجتماعى والاخلاقى أن فضيلة الشيخ يبيح الزواج بلا عقد.
.اى بلا وثيقة اى بلا التزام قانونى امام المجتمع إلا إذا اعتبر شهادة البشر وثيقة .. ومع فساد الأخلاق والذمم وهروب الناس من المسئولية لا اعتقد أن شهادة البشر فى زماننا يمكن أن تكون وثيقة وماذا يفعل الأب إذا جاءته ابنته ومعها زوج بلا وثيقة وبعد أيام قليلة اختفى الزوج كيف يثبت هذا الاب حقوق ابنته وماذا يحدث له أذا ذهب إلى احد أقسام الشرطة يشكو الزوج الهارب وليس معه اى شئ يثبت زواج ابنته وحتى لو جاء بعشرات الشهود فلن يعترف احد بشهادتهم..ان معنى هذه الفتوى أن اى شاب وفتاة يمكن أن يقيما معا بدون عقد زواج وهذا ما يحدث فى أوربا لان المجتمع يسمح بذلك والتقاليد لا ترفض مثل هذه العلاقات..أن هذه الفتوى سوف تفتح أبوابا كثيرة للتحايل فى قضية الزواج..وماذا سيحدث لو تقدمت فتاة بشكوى ضد شخص ما وقالت انه زوجها وهو لم يرها من قبل وكيف ينفى هذا الشخص هذه التهمة عن نفسه..والأخطر من ذلك ماذا يحدث لو أنجبت هذه الفتاة طفلا وذهبت به إلى وزارة الصحة لإثبات ولادته ونسبه وسألها الموظف أين وثيقة الزواج حتى يسجل ميلاد الطفل.. ماذا لو مات هذا الزوج ولديه ميراث هو من حق هذه الزوجة وهى لا تملك شيئا يثبت حقوقها .. وبعد ذلك كله ماذا لو أرادت الانفصال عن هذا الزوج إلى أين تذهب وهل هناك مأذون يمكن ان يعطيها شهادة طلاق دون أن يكون معها وثيقة زواج..هذه الفتوى سوف تفتح علينا أبواب جهنم وسوف نجد آلاف الشباب والفتيات يتزوجون فى حفلات الرقص ليلا ولا احد يعرف الأخر عندما تطلع الشمس..مثل هذه الفتاوى تحتاج إلى مراجعات قبل أن تتحول إلى ألغام اجتماعية وتنفجر فى وجوهنا جميعا..