فاروق جويدة
اختلف كثيرا مع مواقع النت والفيس بوك والتويتر في نشر الفضائح الاخلاقية والجنسية وقد تمادت في نشرها فى الفترة الاخيرة ..
لا اجد مبررا لنشر هذه الكوارث لاسباب كثيرة إذ..انها فضائح تخضع لتحقيقيات قضائية ولم تحسم الوقائع التى جاءت فيها بمعنى انها لم تخضع لأحكام نهائية ..وهذا يعنى أن المتهم برئ حتى تثبت ادانته..ان هذه الاحداث تنشر صورا وفيديوهات عن نساء وفتيات يظهرن عاريات وهذا يتعارض مع ابسط حقوق الإنسان التى نتشدق بها ليلا ونهاراً..لأنه لا يجوز أن ننشر صورة عارية حتى في ظل أحكام صدرت..إن حرمة الجسد تتجاوز في قدسيتها حرمة أحكام القضاء لانها تخضع لأحكام إلهية اكبر واهم . هناك جانب آخر فى هذه القضية وهو سمعة الناس خاصة مع إمكانيات التلاعب من خلال التكنولوجيا الحديثة في الصور والمشاهد وتركيب أجسام على أجسام ووجوه على وجوه .. إن نشر هذه المشاهد فى الدول المتقدمة يخضع لجزاءات كثيرة وعقوبات لا تساهل فيها ..ولا اعتقد أن مثل هذه المشاهد يمكن أن تضيف شيئا للقارئ غير إنها تمثل زادا للنميمة ونشر الفضائح وافساد اخلاق الناس..أن نشر هذه الفضائح انتقل إلى الفضائيات وتجرأ بعضها ودخل بها إلى البيوت وتحولت إلى وسائل للتهريج والتسلية بين الأطفال..كان اكبر دليل على ذلك أن يتجرأ احد المدرسين ويقدم للتلاميذ الصغار وجبة من هذه الفضائح الجنسية فى فصل أعمار تلاميذه لم يتجاوز العاشرة من العمر..لقد بدأت المأساة بالنشر على مواقع النت ثم انتقلت إلى ايدى المواطنين في الشوارع والبيوت ثم كان للفضائيات نصيب فيها وفى أخر المطاف استقرت عند تلاميذ المدارس..وهنا أقول لو إنها لم تنشر على مواقع التواصل الاجتماعى النت هل كان من الممكن ان تدخل فصول الدراسة وتصبح حديثا للأطفال ..ليس كل شىء ينشر او يذاع خاصة اذا كانت حوادث تعكس خللا اجتماعيا واخلاقيا رهيبا فلا اقل من أن نتفادى الآثار السيئة لمثل هذه الفضائح، دعوة إلى كل مواقع النت ألا تنشر هذه الكوارث لان اضرار النشر اكبر بكثير من الفضائح نفسها.