فاروق جويدة
قضيت ثلاثة أيام في صحبة الصديق الفنان عادل إمام وهو فنان مبهج في كل الأوقات يستطيع ان ينتزع منك الابتسامة والضحكة في آى وقت يريد مهما تكن حالتك النفسية أمام عالم شديد القبح والكأبة..
أقام عادل امام امسية جميلة حضرها الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة وكان زميلا لعادل إمام في كلية الزراعة ومعهما الفنان الجميل صلاح السعدنى وقدم الأمسية زميلنا في الأهرام نادر عدلى..عادل إمام اختار طريقه من البداية وهو ان يجلس وسط الناس بكل ألوانهم وفئاتهم وثقافتهم وكان دائما على قناعة بأنه اختار الفن طريقا لاسعاد الناس وان القضايا مهما كانت جادة وثقيلة فأن الابتسامة قادرة على ان تترجم كل شئ .. ان السخرية عند عادل امام قضية اختارها طوال حياته ولا تعرف هل يسخر من الاشياء آم الاحداث ام من الحياة نفسها ..منذ سنوات كنا نلتقى في بيت سمير سرحان رحمة الله عليه وكان عادل إمام قادرا على أن يرسم ابتسامة دائمة على وجوه كل من حوله..وإذا كانت هناك مناجم للذهب والبترول والمعادن الثمينة فإن عادل إمام منجم من مناجم السعادة التى عشنا معها سنوات طويلة..ان عادل امام يرى في الفن وسيلة لاسعاد الاخرين وقد حدد هدفه من البداية واصر على ان يرسم لنفسه طريقا يصل به إلى قلوب الناس..ان يسعدهم ويسعدهم فقط مازال عادل رغم سنوات العمر التى لا يعترف بها ولا أنا ايضا قادراً على تحويل كل الأشياء حوله إلى ابتسامة دائمة.. ثلاثة أيام كاملة فى الشارقة في رفقة عادل إمام لم تغب الابتسامة..عادل إمام مشوار طويل من الفن والإصرار على البقاء على القمة جاءت أجيال وذهبت أجيال ومازال صامداً..اذكر المرة الأولى التى شاهدته فيها في مدرسة المشاغبين على المسرح ولم يتغير عادل إمام فمازال قادرا رغم تغير الظروف على أن يسعد مشاهديه..عادل إمام قصة نجاح مصرية اكدت دائما أن النجاح يولد النجاح وأن القمة تتسع للجميع ولكن هناك من يرفض النزول منها ويصرعلى البقاء عليها وعادل امام واحد من هؤلاء