فاروق جويدة
لا شك أن مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ 36 قد حقق مجموعة من النتائج الطيبة رغم ما جاء فيه من سلبيات أهمها حفل الافتتاح فى القلعة..جاء المهرجان هذا العام رغم الظروف الصعبة التى تعيشها مصر ليؤكد أن وجه مصر الثقافى والحضارى لن يغيب والدليل هذه الوفود الأجنبية والعربية التى جاءت رغم كل الدعاوى التى رددها البعض أن مصر غير آمنة.
جاء المهرجان وخيب ما أشيع من هذه الدعاوى.. كان حفل الختام صورة رائعة لمصر الحضارة فى قلب الهرم وابو الهول على مسرح الصوت والضوء..وقد نجح الناقد الكبير سمير فريد فى أن يعطى للمهرجان لونا جديدا أكثر عمقا مؤكدا هويته التاريخية والحضارية.. وجاءت كلمة د. جابر عصفور فى حفل الختام قطعة أدبية وفنية تليق بأستاذ جامعى يحمل لقب وزير ثقافة مصر..أما مفاجأة المهرجان فهى حصول الفيلم الايرانى ملبورن على جائزة المهرجان متجاوزا كل الحسابات السياسية مؤكدا أن الفن فى آخر المشوار هو القيمة والهدف .. رغم كل الخلافات السياسية يبقى الفن هو صاحب الرسالة.. كان البعض يتصور ألا تحصل إيران على جوائز سينمائية فى مهرجان يقام فى القاهرة أمام الخلافات السياسية وصراعات القوى فى المنطقة ..
ولكن وللأنصاف فإن السينما الإيرانية فى السنوات الأخيرة تعيش فترة ازدهار غير مسبوقة وقد تأكد ذلك فى مهرجانات كثيرة على مستوى العالم كان آخرها جائزة مهرجان القاهرة أن السينما الإيرانية تعيش الآن حالة من الإبداع الجميل فى كل فروعها تمثيلا وإخراجا وقد حققت نتائج كثيرة على مستوى العالم . كانت مشاركة ليلى علوى بحضورها الطاغى فى ليالى المهرجان مكسبا كبيرا..وكانت يسرا فى كامل تألقها وهى تعلن اسم الفيلم الفائز مع بقية النجوم الذين احتضنوا هذا الانجاز الثقافى الكبير وفى مقدمتهم النجم خالد يوسف والفنان خالد أبو النجا الفائز بجائزة التمثيل رغم كل الظلال التى احاطت بموقفه السياسى..مهرجان السينما هذا العام انجاز فنى رفيع وعمل سياسى شديد الخصوصية وصفحة جديدة تبدأ معها السينما المصرية عصرا جديدا من التألق والابداع.
http://fgoweda@ahram.org.eg