فاروق جويدة
لا شك أن قرار الجامعة العربية الأخير بإحياء اتفاقية الدفاع العربى المشترك وتشكيل قوة عسكرية عربية لمواجهة الإرهاب يحتاج إلى دراسة عميقة وموقف موحد من دول الجامعة..ان هذا القرار يأتى فى وقت حاسم وربما تأخر كثيرا بعد أن أصبحت الساحة العربية أرضا لقوات اجنبية ترفع راية الحرب على الإرهاب .. الطيران الامريكى الفرنسى الانجليزى يضرب الآن مناطق كثيرة فى سوريا والعراق كما أن إيران وتركيا وبعض العواصم العربية ليست بعيدة عن ساحة القتال.
أن دخول قوة عربية موحدة فى المعارك الآن يطرح أكثر من سؤال هل ستعمل هذه القوة تحت ادارة القوى الدولية التى تحارب الإرهاب بزعامة أمريكا وهل ستكون هذه القوة العربية بجانب القوات الأمريكية الأوروبية أم انها ستعمل بعيدا عنها وكيف سيكون التنسيق بين هذه القوات .. وهل ستكون هناك قيادة عربية مشتركة لإدارة المعارك وهل ستكون ضربات جوية فقط أم أن هناك معارك برية سوف تشارك فيها قوات برية عربية ..
ولنا أن نتصور قوات مشتركة عربية مع قوات غربية اذا قررت أمريكا مثلا الدخول فى المعارك بقوات برية خاصة أن الجيش الامريكى مازال فى العراق بكل فصائله إن خطوة قرار جامعة الدول العربية بمحاربة الإرهاب بقوات عربية لن يكون بعيدا عن خلط الأوراق خاصة أن هناك حربا تدور الآن وفيها قوات أجنبية تحارب على الأرض العربية ..أن هذا قد يؤدى إلى انقسامات حادة بين الشعوب العربية ولنا ان نتصور مثلا جيشا عربيا يقف مع القوات الامريكية ليحارب فى العراق أو اليمن أو ليبيا على حدود مصر أو تحارب الإرهاب فى سيناء أو غزة أو حزب الله فى لبنان ولا أحد يعرف ما هو موقف إيران وتركيا فى هذه الحالة مع تداخل الحدود ومواقع الأكراد والسنة والشيعة فى البحرين أو دول الخليج العربى..قضايا متداخلة وتساؤلات كثيرة وحالة ارتباك شديدة فى الموقف العربى تطرح أكثر من سؤال..وقبل هذا كله علينا أن نواجه أولا الحرب على فكر الإرهاب قبل أن نعلن الحرب عليه عسكريا.