توقيت القاهرة المحلي 13:23:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كل يغنى على ليلاه

  مصر اليوم -

كل يغنى على ليلاه

فاروق جويدة


لم أكن أحب حصة الرسم ونحن فى سنوات الدراسة وكنت أحيانا افقد ترتيبى بين الأوائل بسبب مادة الرسم ولم أكن اكره المادة ولكنى كنت أفضل الرسم بالكلمات عن الرسم بالخطوط والألوان وكنت أرى أن لوحة الكلمات هى الأبقى رغم أن رسوم قدماء المصريين بقيت على الجدران..
وكنت أفضل الموسيقى عن كل الفنون بما فيها الشعر حتى اختلفنا الموسيقار محمد عبدالوهاب وانا حول قضية الفنون، اى الفنون أعظم وقلت له يومها الموسيقى وقال عبدالوهاب الشعر لان فى الشعر كل الفنون فيه اللوحة مجسدة فى الصورة الشعرية وفيه الموسيقى مجسدة فى الإيقاع والأوزان وفيه الكلمة الشاعرة واقتنعت..وقد رسمت بالكلمات وجوها كثيرة بعضها اختفى خلف اوراقى وتسرب منى فى صخب الأيام وأحيانا أرى وجها يطل من بعيد فى كلمات القصيدة وأعود وأتذكر كل الملامح واكتشف انها مازالت تسكننى..وأجمل هدية تمنحها امرأة لشاعر أن تمنحه قصيدة..هناك امرأة تملك سراً مع الشعراء أن تغرى الشاعر بأن يرسمها بكلماته وتختفى المرأة وتبقى القصيدة..وقد تكون المرأة أجمل نساء الدنيا ولكنها لا تصنع بيتا واحدا من الشعر، والمؤرخون يؤكدون أن ليلى لم تكن جميلة ولكن قيس صنع منها أسطورة فى الجمال وكانت جورج صاند امرأة قبيحة الملامح تشبه الرجال ولكنها جعلت دى موسيه يكتب فيها أجمل لياليه ورغم هذا خانته وهو يعيش محنة المرض مع الطبيب الذى كان يعالجه فى ايطاليا، والمرأة المحظوظة فى الحب هى التى تحولت إلى قصيدة وقد يرى البعض فى ذلك أنانية لأن الشاعر يحب القصيدة أكثر مما يحب المرأة، أى انه يحب ذاته أولا وهذه حقيقة كل النساء فى حياة الشاعر بل كل حياته ووجوده مجرد قصائد، لان الحب يمضى..ولا يبقى غير الشعر، حتى الشاعر نفسه سوف ينسحب من الحياة مثل كل الناس والذى يبقى من الشاعر كلماته..وحينما يراجع الشاعر لوحاته التى رسمها بالكلمات يتذكر معها وجوها عبرت من أحب ومن صدق ومن خان ومن بقى على العهد، وكل صورة تحمل جزءا من سنوات العمر واحتراق المشاعر ولهفة القلب المتعب..ترحل كل الوجوه وتختفى كل الملامح وتبقى الكلمة.. يبقى الشعر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل يغنى على ليلاه كل يغنى على ليلاه



GMT 12:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 12:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 12:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 12:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 07:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 07:47 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 07:45 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الهجوم الإخواني على مصر هذه الأيام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon