بقلم فاروق جويدة
وصلتنى هذه الرسالة من السيد جمال حسن مستشار مصر الثقافى الأسبق في برلين وأمين عام رابطة خريجى الجامعات
الألمانية حول ما كتبت عن حدائق الموت في الساحل الشمالى وهى ملايين الألغام التى تركتها الحرب العالمية الثانية في بلادنا وضيعت علينا فرص الاستثمار والبناء والرخاء وتحولت إلى مأساة إنسانية بكل المقاييس تقول الرسالة..
> قرأت مقالكم بتاريخ 28/3/2016 تحت عنوان "حدائق الموت في الساحل الشمالى" وفى هذا الشأن أود التعليق بالاتى:
> ان الأرض التى زرعت فيها هذه الألغام من أخصب الأراضى في جمهورية مصر العربية وكانت سلة الرومان.
> هذه المساحة لو طهرت من الألغام التى تقدر بـ20 مليون لغم لساهمت في زيادة الرقعة الزراعية في مصر.
>بصفتى أمين عام رابطة خريجى الجامعات الألمانية وفى أثناء عمل حفل استقبال للسفير الألمانى آنذاك بمقر الرابطة بالقاهرة بمناسبة تقديم أوراق اعتماده وهو السيد Arnold Erbel"" ناقشت معه موضوع الألغام التى زرعت في أرضنا الطيبة من عدة دول كانت من بينها ألمانيا حتى اننى تطرقت معه في الحديث إلى أنه من الناحية الأخلاقية لابد ان تشارك ألمانيا في إزالة هذه الألغام عجبت لرد السفير بأن ألمانيا عرضت على الحكومة المصرية مساعدتها وإمدادها بالأجهزة اللازمة للمساهمة في ازالة الألغام إلا ان الحكومة المصرية لم تتحمس للمقترح الألمانى وكان ذلك عام 2010
> وهذه شهادة من مسئول سابق وهى تحمل دلائل كثيرة أخطرها ان سلطة القرار في مصر افتقدت في ذلك الوقت أمانة المسئولية تجاه قضية مصيرية تهدد الأمن القومى المصرى وان عشوائية الفكر والسلبية قد وصلتا بنا إلى ما نحن فيه حين ضحينا بكل هذه المساحات من الأراضى وهذه الثروات رغم أننا أصحاب حق في ان تقدم لنا دول الاتحاد الأوروبى المساعدات اللازمة لإزالة هذه الجريمة وقبل هذا فإن هذه القضية دارت في مكاتب عشرات المسئولين ولم تجد حلا باستثناء ما قامت به القوات المسلحة في تطهير جزء من هذه الأراضى.. والملف مفتوح أمام الحكومة الحالية لعلها تنجز فيه شيئا وهى تستطيع المهم ان تصدق النيات وتخلص الضمائر.