فاروق جويدة
في التليفزيون المصرى واحدة من اكبر المكتبات الفنية والثقافية والفكرية التى تضم أعمالا إبداعية لرموز الثقافة المصرية في عصرها الذهبى.. في هذه المكتبة توجد أحاديث أم كلثوم ورامى والسنباطى وطه حسين والعقاد وعبد الوهاب وفاتن حمامة.. ولا أدرى أين ذهبت هذه الكنوز إلا أن الشىء المؤكد ان الكثير منها تم تهريبه خارج مصر وهناك أيد خفية عبثت في هذا التراث ..والشئ المؤكد أيضا ان الكثير تعرض لعمليات إهمال جسيمة حيث تم تسجيل مواد أخرى عليها.. وقد طلبت مصر من أكثر من دولة عربية أن ترسل لها بعض التسجيلات النادرة التى ضاعت من مكتبة التليفزيون المصرى ان الشئ الغريب أيضا ان هذه المكتبة لا تعرض الآن على الشاشات ولا نشاهد منها شيئا وأصبح من النادر أن نشاهد حفلات أم كلثوم وأغنيات عبد الوهاب أو احاديث العقاد وطه حسين.. وكان هناك برنامج رائع هو العلم والإيمان للراحل مصطفى محمود واختفى تماما من التليفزيون المصرى.. الأخطر من ذلك ان ما يعرض من أفلام السينما المصرية القديمة على الشاشات المصرية نوعيات رديئة وسيئة جدا عكس ما نشاهد على الفضائيات العربية حيث الجودة والمستوى العالى الذى لا يوجد مثله على شاشات مصر اننى اعلم أن التليفزيون انفق أموالا كثيرة على المكتبة الفنية فيه وجمع الكثير من الأعمال ولكن لا احد يرى هذه الكنوز.. وبدلا من ان تملأ القنوات الخاصة شاشاتها بالأفلام الهابطة والبرامج التافهة وضيوف الغفلة لماذا لا نستفيد بمكتبة التلفزيون ونقدم للشباب والأجيال الجديدة نماذج مضيئة من العصر الذهبى للفن والثقافة المصرية ..هناك أكثر من قناة تقدم رقصا خليعا بذيئا طوال اليوم ولا احد يعرف من يقف وراء هذه المؤامرة التى شوهت أجيالا كاملة ما بين الإسفاف والتخلف والفن الهابط وبرامج الشذوذ والتفاهات.. إعادة كنوز مصر الثقافية احد الحلول المطلوبة لمواجهة الإرهاب لان الفن الجميل أفضل طريق للوجدان الراقى والفكر المستنير .. ارجو من المسئولين في التليفزيون إخراج كنوز هذه المكتبة إلى النور لكى تضئ الوجدان المصرى مرة أخرى.