فاروق جويدة
كنت ومازلت أطالب بوضع ضوابط لبرامج الهواء على الفضائيات لأن الكلمة أحيانا تكون كالرصاصة لا تعرف أين سكنت وكم عدد ضحاياها.. إن جلسات المصاطب على الفضائيات كانت كوارث ليلية فما أكثر البذاءات التى سمعناها وسمعها أبناؤنا الصغار وما أكثر المعارك التى دارت على برامج الهواء ولم يوقفها احد.. وقبل هذا كله ما أكثر تصريحات المسئولين الكبار التى كانت سببا فى أزمات واعتذارات ومشاكل.. اتسعت كثيرا دائرة برامج الهواء وأصبحت غذاءً يوميا رغم ان الكثير منها كان وجبات فاسدة وشهدت أحداثا دامية ومنذ ثورة يناير لم تتوقف هذه البرامج الهوائية حيث لا حدود لشىء ولا ضوابط لكلام ولا ثوابت لحوار.. انت فى برامج الهواء تقف امام قدرك وأنت لا تعرف فما أسهل ان يقتحم البرنامج سؤال سخيف أو محرج أو كلام جارح سواء من الضيوف أو المشاركين.. فى أوقات كثيرة حدثت أزمات كان اقلها الشتائم التى يتبادلها الضيوف أو القذائف التى تأتى من الخارج وفى كل الحالات كانت هذه الظواهر أبعد ما تكون من الإعلام المهنة والأخلاق والحوار .. إن الأخطر من ذلك هو الحوارات مع المسئولين الكبار وكثيرا ما سقطت كلمة هنا أوهناك وكانت سببا فى أزمات للمسئول ولهذا ينبغى ان تعود الفضائيات خاصة فى أحاديث المسئولين إلى تسجيل هذه البرامج حتى يتاح للمسئول ان يشاهد نفسه ويعرف ما قال قبل ان تقع الفأس فى الرأس وتحدث الكارثة .. حين يتحدث المسئول فى برامج على الهواء يمكن ان تحدث مفاجآت وكلنا يذكر المعارك والبذاءات التى أطلقها الضيوف واقتحمت البيوت وأفسدت عقول الناس ومشاعرهم.. هناك أكثر من قصة حول برامج الهواء التى تحولت إلى وثائق إدانة لمسئولين كبار وكان يمكن تجنب ذلك كله لو ان البرامج مسجلة.. إن برامج الهواء هى الأسهل إعدادا وتقديما وإنتاجا ولكنها ليست الأفضل خاصة ان لدينا الآن أسواقا ومزادات يومية لهذه البرامج التى انفلت فيها العيار وأصبحت مجالا للعنتريات والزعامات الكاذبة.. ونصيحتى للمسئولين الكبار ان يبتعدوا عن برامج الهواء ويسجلوا الأحاديث حتى لا نشاهد كوارث اكبر.