توقيت القاهرة المحلي 15:58:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كوارث فكرية

  مصر اليوم -

كوارث فكرية

فاروق جويدة

حاول ان تراجع اجندة تليفوناتك لكى تكتشف كم عدد الأصدقاء الذين خسرتهم فى السنوات الثلاث الماضية .. هناك ارقام اختفت امام خلافات فى المواقف رغم ان اجمل ما فى الفكر الخلاف واعظم ما فيه الحوار ..
سوف تكتشف ان هناك اسماء كثيرة لم تتصل بك حتى فى المناسبات السعيدة لتقول لك كل سنة وانت طيب .. عبرت الأعياد ورأس السنة وعيد ميلادك ولم تسمع احدا منهم .. ان السبب فى ذلك اننا لم نتعلم لغة الإختلاف وان الأصدقاء يمكن ان يختلفوا طوال اليوم وتجمعهم مائدة العشاء .. فى العالم المتقدم توجد مقاهى للأدباء والمفكرين وكانت عندنا يوما حين كنا متقدمين ومتحضرين .. كانت هناك قهوة ريش التى جمعت كل رموز اليسار المصرى وكان توفيق الحكيم يقضى الصيف كاملا على احد المقاهى الشهيرة فى الأسكندرية .. وكانت جلسة نجيب محفوظ الشهيرة مع رفاق مشواره من الحرافيش كل هذه الأشياء اختفت من حياتنا لأننا نختلف بلا منهج ونتصارع بلا اسباب ونتلون حسب نشرة الأحوال السياسية التى غيرت النفوس وجعلت الشباب يحمل السلاح ويقتل بدلا من ان يحفظ قصيدة شعر او يقرأ كتابا فى التاريخ احزن كثيرا وانا اتصفح اجندة تليفوناتى لسبب آخر ان التليفون المحمول قد اسقطها عن عرشها القديم .. كنت احفظ مئات الأرقام لأصدقاء احبهم وسقطوا جميعا امام جبروت التكنولوجيا وصراعات السياسة وزحمة الأحداث.. لم اكن يوما اضع حسابا لخلافات المواقف والآراء وكنت اضع الصداقة فوق كل الإعتبارات مهما كانت خلافات الرأى ولكن هناك شئ خطير تغير فى حياة المصريين اننا نفكر بالسياسة ونتخاصم بالسياسة ونتصارع بالسياسة بل ان فينا الآن من يقتل جاره وربما صديقه من اجل السياسة .. صديقى الذى اقترب من الثمانين من عمره انفصل عن زوجته وام اولاده لأنها إخوانية وهو يرفض الإخوان .. الغريب ان بعض شيوخنا اجاز هذا الطلاق وربما وجدنا من يسقط نسب ابناءه ليس لخلاف فى الرأى ولكن لخلاف فى العقيدة لأن الأب مسلم والابن لا ينتمى للإسلام .
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوارث فكرية كوارث فكرية



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 13:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم "إبادة غزة"
  مصر اليوم - جيل ستاين تؤكد أن خسارة هاريس للأصوات بسبب دعم إبادة غزة

GMT 12:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في تاريخ الفن
  مصر اليوم - محمد امام يعتبر والده الزعيم هو نمبر وان في تاريخ الفن

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon