فاروق جويدة
هناك أشياء تحدث في الساحة يستحيل فهمها بالمنطق العادى للبشر .. بماذا نفسر أن تقوم القوات الإيرانية بدعم الجيش الامريكى في قصف العراق ..
من يصدق ان القوات الإيرانية تحارب الآن بجانب الجيش الامريكى رغم ما بينهما من خلافات وعقوبات وتاريخ طويل من الخصومات .. يحدث هذا في الوقت الذى تدعم فيه ايران النظام السورى بالسلاح والرجال .. على الجانب الآخر تقوم القوات الاسرائيلية بضرب اهداف عسكرية في سوريا وبالقرب من العاصمة دمشق .. ايران تدمر العراق واسرئيل تدمر سوريا وكلاهما يعمل لحساب امريكا العدو الاكبر .. ان هذا يعنى ان هناك خيوطا تربط بين ايران وامريكا واسرائيل ان امريكا ترفض نظام الاسد ولكن المعركة ضد الارهاب جعلت الجيش الامريكى يحارب داعش من اجل بقاء الاسد.. وجعلت الجيش الايرانى يضرب بغداد من اجل الجيش الامريكى .. يحدث هذا في الوقت الذى تقف فيه الدول العربية وهى تشاهد كل هذه المآسى .. ايران تضرب العراق واسرائيل تعتدى على سوريا وتركيا تتأمر على الجميع وتنتظر نهاية كل هذه الجولات لتوزيع الغنائم .. ان ايران لن تترك العراق حتى لو خاضت حربا دينية واسرائيل لن تسمح بعودة الجيش السورى وتركيا لها مطامع فى سوريا والعراق معا .. على الجانب الاخر تدور معارك طاحنة في اليمن تقف ايران طرفا رئيسيا فيها بينما تجرى معارك اخرى في ليبيا على حدود مصر التى تخوض معركة اخرى ضد الارهاب في سيناء .. ان اطرافا كثيرة تنتظر لتجنى الثمار ولن يكون غريبا ان تجلس اسرائيل في النهاية مع ايران رغم كل ما يبدو من الصراعات أو تجلس تركيا مع الاثنين في نهاية المطاف اما امريكا فسوف تخرج من المولد بلا حمص لانها لعبت مع كل الاطراف ولانها خارج السباق من البداية فإن المكاسب ستكون من نصيب الجغرافيا حيث توجد اسرائيل وايران وتركيا والدول الثلاث بينها تاريخ طويل من المصالح والعلاقات السرية . وسط هذا الدمار الذى اصاب الامة المنكوبة هناك خريطة جديدة ترسمها جحافل الموت