توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ترى الحياة

  مصر اليوم -

كيف ترى الحياة

فاروق جويدة

يختلف الناس فى تفسيرهم لمعنى الحياة..هذا الاختلاف يرتبط بتكوين كل إنسان وأفكاره وقناعاته والثوابت التى نشأ عليها..

هناك إنسان يرى أن الحياة رحلة عبادة فلا يعمل ولا ينتج ويتصور ان الله خلقه لكى يقضى عمره عابدا رغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يرى أن العمل هو خير العبادات..وان المعاملات فى الإسلام تحتل مساحة أضعاف العبادات وأن الرسول حين وجد رجلا لا يغيب عن المسجد سأله كيف تعيش فقال آخى ينفق على فقال أخوك خير منك..وهناك إنسان يتصور إن الحياة رحلة يستمتع فيها بكل شىء فيلبى رغبات نفسه بكل الوسائل ولا يحرمها من شىء ويتصور أن ما يفعله يمثل رسالته فى الحياة ..أن الحياة رحلة استمتاع وهذا النوع من البشر لا تشغله قضية ولا تحرك خياله مأساة هناك نوع ثالث يرى مشوار الحياة ذكرى..انه يعتقد انه لم يأت إلى الحياة عبثا لقد جاء من أجل هدف وغاية ولهذا يحاول أن ينقش على جدران الزمن شيئا كبيرا كان أو صغيرا..انه يرى عمره اقصر من أحلامه وان أحلامه أن يسجل شيئا فى مسيرته مع الزمن ولهذا يحاول أن يشارك الآخرين فى أعمارهم وهؤلاء هم المبدعون الحقيقيون..أن كل واحد منهم يصر على أن يترك للحياة شيئا وان يترك للآخرين رصيدا يعيشون عليه ويذكرونه به انه يكتب قصيدة تعيش فى وجدان البشر ويرسم لوحة تزين أيامهم ويترك قطعة موسيقية تحرك خيالهم لقد اتخذ الإبداع وسيلة للبقاء..انه يتحدى رحلته القصيرة مع الحياة فى ان يترك للناس دائما ما يشغلهم به وما يجعلهم يعيشون على ذكراه وهؤلاء هم المبدعون الكبار..هناك فصيل اخر من البشر كان قدرهم أن يعيشوا حياة قصيرة أو طويلة ولكنها تصنع لهم نهاية لا ينساها احد.. ومن هؤلاء الشهداء الذين يودعون الحياة ويموتون فى سبيل وطن أو فكرة أو قضية.. إن الموت فى سبيل الوطن وسام أبدى والموت فى سبيل قضية يمنح الإنسان مكانة خاصة فى حياة الآخرين..وفى نهاية المطاف هناك ايضا من يأتى الحياة ويعبر منها ولا يترك فيها شيئا وما اكثر هؤلاء .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ترى الحياة كيف ترى الحياة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon