فاروق جويدة
توقفت أمام هذه الرسالة من الكابتن وجدان احمد عزمى المدرب بالنادى الاهلى والرسالة تتحدث عن الهموم الصغيرة التى يواجهها شباب مصر أمام معوقات إدارية من الممكن التخلى عنها بما يجعل الحياة أفضل.. قرارات واعية وأخرى تفتقد الحكمة والمسافة بينهما مجرد قرار لمسئول
تقول الرسالة:دائما نسمع عبارة أن المسئول يجب أن يكون عنده ابتكار أو خيال أو إبداع..وببساطة أحكى لكم واقعتين حقيقيتين نستنتج منهما ببساطة طريقة اختيار المحافظ أو الوزير أو أى مسئول فى أى موقع.. الحكاية الاولى..كان الدكتور عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ومحافظ الإسماعيلية الأسبق يسير بسيارته فشاهد مجموعة من الشباب يلعبون الكرة فى الشارع فى ملعب فقير المرمى عبارة عن طوبتين من الحجر فوقف يشاهد المباراة ولما هموا بالانصراف سألهم عن السبب قالوا عاوزين نكمل لعب بس الدنيا بقت ضلمة.. فأبدى إعجابه بملعبهم البسيط واتصل بسرعة بوزير الكهرباء المرحوم ماهر أباظة وطلب منه إنارة ملعب الشباب فورا تشجيعا لجهودهم وترسيخا لرسالة الرياضة فى الإنتماء وحب الوطن ولأن البديل هو المقاهى والتشرد والتطرف..وأسس على ما بدأه الشباب وأمر بتطوير الملعب وما حوله وهو الآن مركز رياضى حضارى أمام مطار القاهرة..أما الحكاية الثانية فجرت وقائعها منذ أيام وعلى بعد 10 دقائق من مطار القاهرة ايضا عندما قام الشباب فى (الخانكة) بتنظيف جزء صغير من مقلب زبالة وبالتحديد خرابة حكومية وطوروه إلى ملعب بسيط للكرة المرمى فيه من خشب الشجر وليس به إضاءة يرتاده المئات من الشباب الذين لا يستطيعون دفع 100 جنيه فى الساعة حسب موضة الملاعب الخماسية (معظمها على ارض زراعية) التى يحتكرها الآن تجار الرياضة الجدد وبينما الشباب يلعبون فوجئوا ببلدوزرات محافظ القليوبية تقتحم الملعب وتشق بطنه وتقتلع المرمى من جذوره وعلقوا لافتة مكتوبا عليها مشروع إنشاء عمارات سكنية تتبع المحافظة..وبكى الشباب عندما ذهبوا إلى الملعب ليلا فشاهدوا غفر المحافظة يشعلون النار فى المرمى الخشبى لاستخدامه فى التدفئة .