توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا عزاء للضحايا

  مصر اليوم -

لا عزاء للضحايا

فاروق جويدة

منذ سنوات مضت عندما اعتدت إسرائيل على غزة وسقط مئات الشهداء خرجت مئات المظاهرات فى العالم العربى تندد بالعدوان الإسرائيلى الغاشم

ويومها جاءت وفود من كل دول العالم واتجهت الى غزة بل إن العالم الحر وقف يومها يدين إسرائيل واساليبها القذرة فى انتهاك حقوق الإنسان ولكن الغريب فى العدوان الأخير على غزة رغم بشاعته ان العالم لم يتحرك كما كان ولم تشهد العواصم العربية اى مظاهرات رفض او احتجاج او إدانة .. ما الذى غير الشعوب العربية بهذه الصورة ان الأزمة الحقيقية هى ما حدث من انقسام فى صفوف الشعب الفلسطينى نفسه .. إن حماس تحارب إسرائيل ونجحت فى كسر القوة الإسرائيلية الغاشمة واسقطت عشرات القتلى فى صفوف الجيش الإسرائيلى ولكن على جانب آخر هناك فصائل فلسطينية لا تقبل بأى صورة سقوط الشهداء المدنيين من ابناء الشعب الفلسطينى وتخريب كل مقومات الحياة فى غزة.. وقد انعكس هذا الانقسام على الشارع العربى خاصة ان هناك فصائل كثيرة الآن ترفع راية الإسلام وتخوض حروبا اهلية ضد شعوبها كما يحدث فى ليبيا والعراق وسوريا ودول اخرى كثيرة لقد كانت الخطيئة الكبرى هى انقسام الصف الفلسطينى وحين فرق الفلسطينيون بين عرفات والشيخ ياسين وبين غزة والضفة وبين المقاومة ومفاوضات السلام خسروا الاثنين معا فلم تعد فتح والسلطة الفلسطينية كما كانت الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى ولم تعد حماس رمزا للمقاومة امام اطراف اخرى شوهت صورة المقاومة ما بين ايران وتركيا وقطر ولهذا خاضت حماس معركتها الأخيرة مع إسرائيل بمفردها لأن العرب انقسموا على انفسهم وعلى مواقفهم من دعم الشعب الفلسطينى .. يوم ان كان الشعب الفلسطينى شعب واحد بزعيم واحد وقضية واحدة توحدت إرادة الشعوب العربية مع قضية العرب الأولى وحين اصبح الفلسطينيون اكثر من شعب ولهم اكثر من حكومة واكثر من وطن وقف العالم العربى متفرجا وغزة تحترق وآلاف الشهداء والمصابين يتساقطون كل يوم هذه هى لعنة الانقسامات التى اطاحت بالعالم العربى كله ولم تقتصر على فلسطين وشعبها .. ولا عزاء للضحايا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا عزاء للضحايا لا عزاء للضحايا



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon