توقيت القاهرة المحلي 07:27:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان إلى أين؟!

  مصر اليوم -

لبنان إلى أين

فاروق جويدة

لا اعتقد ان الشعب اللبنانى يمكن ان يعيد مأساة الحرب الأهلية مرة أخرى فقد كانت درسا قاسيا لكل الأجيال فيه ولا أتصور إنها تجربة يمكن ان تقتحم الشارع اللبنانى مرة اخرى..لقد عاش اللبنانيون بكل طوائفهم هذه الكارثة التى امتدت اكثر من 15 عاما شهدت فيها جميع المدن اللبنانية انهاراً من الدم..ان جموع الجماهير التى خرجت اخيراً للشوارع فى لبنان تعيد الى الأذهان صورة الربيع العربى حينما تجلت فى عدد من العواصم العربية فكانت البداية فى تونس ثم انتقلت إلى مصر ثم سوريا وليبيا واليمن.. ولا أتصور ان ثورات الربيع العربى قد تركت للمواطن العربى نموذجا يحلم بتحقيقه لقد انتهت نهايات مؤسفة وتركت مصيرها فى ايد افتقدت الخبرة والتجربة والوعى وكانت النتيجة ان تم اختطافها كما حدث فى تونس ومصر وليبيا على يد الإخوان المسلمين .. ولا شك ان الشعب اللبنانى لديه درجة عالية من الفهم والوعى تجعله يتردد كثيرا فى استنساخ ثورات الربيع العربى.. وهناك اسباب كثيرة تجعل من الصعب امتداد هذا النموذج إلى الاراضى اللبنانية .. أول هذه الأسباب ان لبنان رغم كل ما أصابه وما تعرض له مازال معقلا من معاقل الحريات فى العالم العربى وهو يملك تجربة فريدة فى التعايش السلمى الوطنى بين ابناء الوطن الواحد .. ولا اعتقد ان فى نتائج الثورات العربية ما يغرى الشعب اللبنانى بانتهاج نفس الأساليب من اجل التغيير .. ان لدى اللبنانيين رصيدا حضاريا وثقافيا وفكريا يجعلهم فى غنى كامل عن نموذج الثورات العربية .. المهم الآن ان يتجنب لبنان الحرب الأهلية التى يمكن ان تشتعل فى أى وقت وزمان..ان اخطر ما يواجه لبنان الآن ان ما يجرى فى سوريا يترك اثاراً بعيدة على الشارع اللبنانى..كما ان المشاكل الطائفية فى لبنان تمثل تهديدا لوحدته وتجانسه يضاف إلى ذلك ان وجود ميلشيات عسكرية لقوى سياسية داخل لبنان يفرض واقعا غير ما حلم به الشعب اللبنانى .. ورغم هذا كله إلا ان لبنان سوف يبقى واحة للثقافة العربية وحصنا من حصونها العتيقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان إلى أين لبنان إلى أين



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon