فاروق جويدة
ما يحدث هذه الأيام بين مصر والسودان جريمة كبرى في حق الشعبين الشقيقين .. بعيداً عن العواطف والكلمات الجميلة والمشاعر الفياضة وكل هذا القاموس لا ينبغى أن تصل درجة التوتر في العلاقات المصرية ــ السودانية إلى هذا الهجوم وهذا التراشق الإعلامى البغيض, إذا كانت هناك بعض المشاكل والأزمات ينبغى ان يتحرك وفد دبلوماسى مصرى إلى الخرطوم لتوضيح الصورة وكشف حالة الارتباك التى أصابت العلاقات بين البلدين ..
نعرف أن هناك حساسيات قديمة ومشاكل معلقة ولكن ينبغى أن نطفئ النيران التى اشتعلت وبعد ذلك يكون العتاب والحساب والمساءلة .. هناك أطراف كثيرة يهمها إشعال الفتن بين الشعبين في مصر والسودان خاصة أن المنطقة تعيش زلزالا رهيبا ونحن جزء من كل ما يجرى من أحداث وكذلك السودان ولكن ما بيننا وبين السودان ينبغى أن يتجاوز كل الأزمات مهما كان حجمها .. لا ينبغى الحديث عن علاقات تاريخية أو انساب وعائلات انقسمت بين البلدين أو الملايين من إخوتنا السودانيين الذين يعيشون في مصر أو المصريين الذين اختاروا السودان وطنا ولهذا ينبغى ان تسبق الديبلوماسية الرسمية كل الحسابات حتى لا تسوء الأمور أكثر من ذلك بل إننى اقترح سفر وفد شعبى مصرى إلى الخرطوم ودعوة عدد من رموز الشعب السودانى لكى نتبادل الآراء ونواجه الموقف قبل أن تزداد الفتنة اشتعالا ..
وبجانب هذا يجب التحقيق في كل ما نشرته الصحف السودانية من تجاوزات فى حق مواطنين سودانيين في القاهرة وتوضيح حقيقة هذه الاتهامات خاصة إنها صور قديمة لأحداث لم تكن في مصر .. أما قضايا العملة الأجنبية وما أثير حولها من اتهامات فينبغى أن تحترم الجهات المسئولة في الدولتين القوانين والإجراءات الرسمية المعمول بها .. ليس هذا وقت التغنى والإشادة بتاريخ العلاقات المصرية السودانية لأننا بالفعل شعب واحد وبيننا مصالح متشابكة وعلاقات اكبر من كل الخلافات والحسابات والفتن ولهذا على الطرفين ان يسعى كل طرف منهما إلى الأخر حتى نلملم ما حدث ونعيد العلاقات إلى مجراها الطبيعى وهذه مسئولية سلطة القرار في البلدين الشقيقين.
نقلاً عن "الأهرام"