توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعنة المال الحرام

  مصر اليوم -

لعنة المال الحرام

بقلم فاروق جويدة

عربات الطعام التى يزداد عددها كل يوم فى الشوارع ليست ظاهرة عادية إن لها أبعادا كثيرة على المستوى الاجتماعى والاقتصادى والانسانى..هناك فئات اجتماعية كثيرة نسيت هذه الأنواع من اللحوم والاسماك والدواجن..ولنا ان نتصور أسرة من خمسة أو سبعة اشخاص يمكن ان تتوافر لهم وجبة بأقل من خمسين جنيها فيها اسماك ولحوم..لقد اصابت المجتمع المصرى لعنة الجشع حين تصدر مشهد السلع الغذائية التجار والسماسرة وعجزت الحكومة سنوات طويلة ان تواجه حشود الفساد فى السلع التموينية حتى ان عدداً من التجار احتكر عمليات الاستيراد ابتداء بالقمح وانتهاء باللحوم والسكر والزيوت..لقد سيطرت قطاعات من المستوردين على السلع التموينية سنوات طويلة كانت هناك مصالح غامضة بين المستوردين ومؤسسات الدولة..ان يجد المواطن المصرى الآن سلعة غذائية رخيصة ومناسبة فى السعر فهذا انجاز كبير يجب ان تحرص عليه الدولة ان اكثر مجالات النهب والسرقة فى مصر هى السلع الغذائية والطعام ابتداء بالفول والطعمية طعام المصريين الأوائل وانتهاء بالأطعمة الفاخرة فى المطاعم..من واجب الدولة ان توفر السلع الغذائية فى العربات والجمعيات وفى اى مكان تراه يكفى ان يجد المواطن السلعة وان يدفع فها سعرا مناسبا..مع الوقت سوف يعتاد عليها المواطن البسيط وغير البسيط لأن الطبقات الاجتماعية فى مصر ذابت وتلاشت وعدنا إلى مجتمع الربع فى المائة وليس النصف..لقد قامت مؤسسات سيادية بدور كبير فى استيراد السلع والمنافسة فى الأسواق وضربت بشدة تجار السوق السوداء والمتاجرين بقوت الشعب واتضح أمام هذه المؤسسات الفارق الكبير فى الأسعار والذى بلغ عشرات الأضعاف فى عمليات الاستيراد كنت أتمنى لو ان رجال الأعمال شاركوا فى هذه الصحوة الإنسانية الراقية لإنقاذ فقراء مصر ولكنهم قابعون فى منتجعاتهم وقصورهم ينعمون بما نهبوا من مال هذا الشعب، وإذا كان فى تاريخ الفراعنة شىء يسمى لعنة الفراعنة فإن لعنة المال الحرام سوف تطارد كل من نهب مالا لا يستحقه فباع أصول هذا الشعب واستباح ثرواته بالباطل واشترى الأصول بتراب الفلوس وباعها فى أسواق النهب وجلس فى قصره يشاهد طوابير الفقراء من أبناء وطنه وهم يصارعون الفقر بالكرامة وشىء يسمى المال الحلال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة المال الحرام لعنة المال الحرام



GMT 00:04 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

بايدن خارج السباق

GMT 23:58 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دار المحفوظات

GMT 00:34 2024 الخميس ,20 حزيران / يونيو

على أبواب مكة

GMT 22:37 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

السقوط

GMT 23:15 2024 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

شعوب تستحق الحياة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon