بقلم فاروق جويدة
عربات الطعام التى يزداد عددها كل يوم فى الشوارع ليست ظاهرة عادية إن لها أبعادا كثيرة على المستوى الاجتماعى والاقتصادى والانسانى..هناك فئات اجتماعية كثيرة نسيت هذه الأنواع من اللحوم والاسماك والدواجن..ولنا ان نتصور أسرة من خمسة أو سبعة اشخاص يمكن ان تتوافر لهم وجبة بأقل من خمسين جنيها فيها اسماك ولحوم..لقد اصابت المجتمع المصرى لعنة الجشع حين تصدر مشهد السلع الغذائية التجار والسماسرة وعجزت الحكومة سنوات طويلة ان تواجه حشود الفساد فى السلع التموينية حتى ان عدداً من التجار احتكر عمليات الاستيراد ابتداء بالقمح وانتهاء باللحوم والسكر والزيوت..لقد سيطرت قطاعات من المستوردين على السلع التموينية سنوات طويلة كانت هناك مصالح غامضة بين المستوردين ومؤسسات الدولة..ان يجد المواطن المصرى الآن سلعة غذائية رخيصة ومناسبة فى السعر فهذا انجاز كبير يجب ان تحرص عليه الدولة ان اكثر مجالات النهب والسرقة فى مصر هى السلع الغذائية والطعام ابتداء بالفول والطعمية طعام المصريين الأوائل وانتهاء بالأطعمة الفاخرة فى المطاعم..من واجب الدولة ان توفر السلع الغذائية فى العربات والجمعيات وفى اى مكان تراه يكفى ان يجد المواطن السلعة وان يدفع فها سعرا مناسبا..مع الوقت سوف يعتاد عليها المواطن البسيط وغير البسيط لأن الطبقات الاجتماعية فى مصر ذابت وتلاشت وعدنا إلى مجتمع الربع فى المائة وليس النصف..لقد قامت مؤسسات سيادية بدور كبير فى استيراد السلع والمنافسة فى الأسواق وضربت بشدة تجار السوق السوداء والمتاجرين بقوت الشعب واتضح أمام هذه المؤسسات الفارق الكبير فى الأسعار والذى بلغ عشرات الأضعاف فى عمليات الاستيراد كنت أتمنى لو ان رجال الأعمال شاركوا فى هذه الصحوة الإنسانية الراقية لإنقاذ فقراء مصر ولكنهم قابعون فى منتجعاتهم وقصورهم ينعمون بما نهبوا من مال هذا الشعب، وإذا كان فى تاريخ الفراعنة شىء يسمى لعنة الفراعنة فإن لعنة المال الحرام سوف تطارد كل من نهب مالا لا يستحقه فباع أصول هذا الشعب واستباح ثرواته بالباطل واشترى الأصول بتراب الفلوس وباعها فى أسواق النهب وجلس فى قصره يشاهد طوابير الفقراء من أبناء وطنه وهم يصارعون الفقر بالكرامة وشىء يسمى المال الحلال.