توقيت القاهرة المحلي 03:37:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لقاء الغرباء

  مصر اليوم -

لقاء الغرباء

فاروق جويدة

كنت دائما اعتقد أن لقاء الفصول والمواسم شىء مستحيل..فأشجار النخيل لا تقاوم وحشة الشتاء والزهور لا تتحمل ليالى الصقيع وكذلك الحب لا يمكن ان يجتمع فيه الربيع مع الخريف..ان الربيع يمنح الحياة والخريف يسرق الأيام وكل القصص التى جمعت الربيع بالخريف انتهت نهاية دامية يكفى ان أيام الربيع عادة قليلة وان الخريف قد يمتد حتى يستقبل الشتاء وكلاهما عدو دائم للربيع..ما يحدث في الطبيعة نراه في قصص الحب لأن ربيعها لا يدوم وسرعان ما تتسلل إليها أشباح الخريف وتتساقط الأوراق والأزهار وتبدو السماء شاحبة حزينة..

قد يجتمع الربيع مع الخريف في رحلة شوق قصيرة ولكن سرعان ما يفترقان حين يجمع الربيع أشياءه ويرحل تاركا للخريف كل شىء العمر والملل والحلم الغريب..اعرف اوقاتا قصيرة ولحظات عابرة جمعت الخريف والربيع ولكن النهايات كانت حزينة لأن العمر لم يسعف الأحباب وسافر من سافر ورحل من رحل..

ورغم انسحاب الربيع إلا انه عادة يترك لنا شيئا..يترك في القلوب لحظة صفاء ومحبة ويترك في النفوس قناعة بأن لكل شئ مسارا ومن الخطأ ان يحاول الإنسان ان يسترجع صور الماضى لأنه عادة لا يعود..إذا عادت الذكريات خذلنا العمر..وإذا بقى العمر خذلتنا الأحلام وإذا وجدنا الحلم بدا أمامنا بعيد المنال..ان هذا لا يعنى ان يستسلم الإنسان لقدره ويترك الأيام حوله تخبو كالنجوم يوما بعد يوم انه يكابر لكى يسرق من العمر لحظة رغم انه يعلم أنها بخيلة وقصيرة..

انه يعلم ان الأحلام تراوغه ولكنه يمسك بحلم صغير ويتشبث به قد يمنحه لحظة رضا أو قناعة..هنا يمكن ان يجتمع الربيع مع الخريف تطلع الشمس ويشرق النهار وتغنى العصافير رغم ان الأشجار تعرف ان هناك في الأفق ليلا طويلا يتربص بها..إذا كنت تعيش ربيعا فاحرص عليه لأنه يزورك مرة واحدة ويذهب ولن يعود وإذا كان الخريف يدق أبوابك فلا تحزن كثيرا لأن الخريف أفضل كثيرا من ليالى الشتاء الموحشة..وإذا لاحت أمامك فرصة لقاء عابر مع ليلة من ليالى الربيع لا تتردد ان تجمع خريف أيامك مع ربيع قادم قد لا يطول كثيرا.

نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقاء الغرباء لقاء الغرباء



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon