فاروق جويدة
فى ظل الانهيارات المتلاحقة فى موقف عدد كبير من العواصم العربية تأتى اهمية الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى ولقاؤه مع العاهل السعودى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود..ان ما يجرى فى غزة ومستنقع الدم الذى فجرته إسرائيل فى الأسابيع الأخيرة يتطلب موقفا عربيا مؤيدا للشعب الفلسطينى.
ولا شك ان القاهرة والرياض هما الملاذ الأخير للقضية الفلسطينية امام تراجع الدور العربى وحالة التشرذم والانقسام التى تعيشها المنطقة .. ان زيارة السيسى للسعودية تحمل اكثر من دلالة..ان العالم العربى قادر على ان يتجاوز الظروف الصعبة التى وصلت بأكثر من عاصمة عربية الى الحرب الأهلية والاقتتال بين ابناء الشعب الواحد..ان ما يجرى فى ليبيا يهدد الأمن القومى المصرى وما يجرى فى العراق يهدد الأمن القومى السعودى وما يحدث فى سوريا يؤكد مخاوف كثيرة من تقسيم المنطقة وتحويلها الى كيانات هزيلة امام الطاغوت الإسرائيلى
على جانب آخر فإن دعوة خادم الحرمين الشريفين لإقامة مؤتمر لدعم الاقتصاد المصرى يمثل اهمية خاصة فى ظروف تاريخية صعبة تعيشها مصر، ان الدعم السعودى ودعم دول الخليج للشعب المصرى فى معركته ضد الإرهاب وخروج مصر من هذا المأزق يمثل انتصارا عربيا امام مؤامرة دولية مزقت المنطقة كلها وكانت مصر اول اهدافها..كان للموقف السعودى وموقف خادم الحرمين دور كبير فى إنقاذ مصر من مؤامرة دولية كبرى كانت تهدف الى إخضاعها..
على جانب آخر فإن موقف مصر مما حدث فى غزة كان تأكيدا على ان قضية فلسطين مازالت تتصدر اهتمامات القرار المصرى ومازالت لها اولوية خاصة رغم ما حدث من تجاوزات .. تأتى زيارة السيسى للسعودية لكى تؤكد للعالم ان العرب مازالوا قادرين على إنقاذ اوطانهم رغم صعوبة اللحظة ورغم حجم المؤامرة ان تتحول اربع دول عربية فى وقت واحد الى مجازر آدمية .. ان التعاون المصرى السعودى هو آخر ما بقى للعرب كل العرب من مصادر القوة امام عالم غامض وإرهاب لا احد يعلم مصادره الحقيقية وسياسة دولية تفتقد ابسط قواعد الأخلاق