فاروق جويدة
لم تعد الإدارة الأمريكية فى حاجة الى إثبات فشلها فى العراق فقد اصبحت صورتها امام العالم نموذجا للتخبط وسوء الإدارة والاعتداء على حقوق الشعوب..حاول الرئيس بوش ان يقنع العالم بأسباب احتلاله للعراق وانها تمتلك اسلحة الدمار الشامل وكشفت الأحداث والأيام كذب الرئيس الأمريكى ..
وتخلصت امريكا من صدام حسين واستطاعت تقسيم العراق الى اكثر من دولة واكثر من عقيدة ورغم كل الإمكانيات العسكرية لم تستطع فرض سيطرتها على الأراضى العراقية وبعد ان كانت امريكا تحارب القاعدة وبن لادن فى افغانستان انتقلت المعركة الى العراق واستطاعت قوات وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والتى تسمى نفسها داعش ان تقتحم الموصل وتكريت وهى الآن فى طريقها الى بغداد بعد محافظة سامراء، ان النجاح الوحيد الذى حققته امريكا فى العراق بل فى المنطقة العربية كلها هو إشعال الفتنة بين السنة والشيعة وهو حلم امريكى غربى قديم ان تدور المعارك بين ابناء الدين الواحد وينقسم المسلمون على انفسهم ويشعلون الحرب..ان اقتحام مقاتلى داعش للأراضى العراقية ثم التحامهم مع المقاومة السورية وفتح الحدود بين سوريا والعراق كل هذا سوف يفتح ابواب جهنم على المسلمين سواء كانوا من السنة او الشيعة خاصة ان ايران تراقب الموقف على حدودها مع العراق..ان إشعال الفتنة بين المسلمين سوف يشعل الصراعات فى المنطقة كلها وربما فى العالم كله ولو نجحت القاعدة فى إقامة امارة إسلامية فى العراق فسوف يغير ذلك كل الحسابات السياسية والجغرافية فى العالم العربى كله..ان سيطرة القاعدة على بترول وموارد العراق وقيام جيش إسلامى جديد فى هذا الجزء من العالم سوف يفتح ابواب صراعات اخرى ولا يمكن ان نستبعد هذا الصراع من دول الخليج حيث مصادر البترول العالمى ولنا ان نتصور ما يحدث فى العالم كله بعد ذلك..فى الأيام الماضية ارتفعت اسعار البترول والذهب امام توقعات سيئة ومخيفة لو استطاعت قوات داعش الاستيلاء على بغداد..والسؤال الآن هل تستطيع امريكا الدخول فى مواجهة برية مع قوات داعش امام غياب الجيش العراقى وماذا تفعل امريكا مع سوريا الآن .