توقيت القاهرة المحلي 21:03:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمود عزب

  مصر اليوم -

محمود عزب

فاروق جويدة

غريبة هذه الحياة..التقينا لأول مرة محمود عزب وانا فى باريس فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى..كنت فى زيارة طويلة الى فرنسا ويومها رأيت شابا مصريا نحيفا يعد رسالته للدكتوراه فى جامعة السربون اشهر جامعات فرنسا..يومها أسمعنى كثيرا من شعره وطاف بى فى معالم باريس.
كان يعرف باريس بشوارعها وحواريها كما يعرف القاهرة..رأيت فيه موسوعة علمية وفكرية متعددة الآفاق والجوانب يحفظ من الشعر العربى بكل مراحله آلاف الأبيات ويقرأ الشعر الفرنسى كأنه ولد فى حوارى باريس..وعاشق الثقافة العربية بكل تراثها فى الأزهر الشريف الذى درس فيه واصطحبنى يوما فى زيارة للسربون وطفت معه فى اروقتها ساعات ثم ذهبنا معا والتقينا بالطبيب الفرنسى الشهير موريس بوكاى بعد أن أعلن إسلامه، وكان طبيبا للملك فيصل رحمة الله عليه ويومها اجريت حوارا طويلا مع بوكاى وقام محمود عزب بترجمته كاملا لينشر فى الأهرام..
وودعت يومها محمود عزب وهو يذهب معى بشهامة اهل الريف الى المطار..كان رقيقا مثقفا مجاملا يحمل عراقة وطنه وتفتح البلاد التى تنقل بينها باحثا عن الفكر مؤمنا بالثقافة داعيا الى إنسان اكثر وعيا واستنارة عاد محمود عزب الى مصر واصبح مستشارا للحوار مع فضيلة الإمام الأكبر د. احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر ثم مؤسسا لمركز الحوار بين الأديان ومقررا لبيت العائلة المصرية وقام بدور وطنى كبير فى مواجهة دعوات الفتن بين أبناء الوطن الواحد..الغريب فى الأمر أننى كنت احيانا اشاهده فى التليفزيون ولم نلتق بعد الأيام التى قضيناها معا فى باريس وهو لا يزال طالبا يدرس فيها..كنت اراه من بعيد وأتذكر نبل اخلاقه وشهامته وعشقه للثقافة..كان طرازا فريدا فى تنوع وثراء ثقافته..الأغرب من هذا كله اننى كنت اقف مع بعض الأصدقاء بعد انتهاء حفل تنصيب الرئيس السيسى فى قصر القبة ورأيت امامى محمود عزب وتعانقنا بينما تلال الشعر الأبيض تمتد بسنوات العمر بيننا..تبادلنا التليفونات واتفقنا ان نلتقى لنعيد ذكريات ايام مضت..وقرأت فى الصحف خبر رحيله وتعجبت من اقدارنا كما فرقت الأيام بيننا فى البداية و فرقتنا بلا موعد فى النهاية..رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود عزب محمود عزب



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon