توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محنة الخطاب الدينى

  مصر اليوم -

محنة الخطاب الدينى

فاروق جويدة

كان من الصعب ان يقف على المنابر اشخاص لم يمارسوا الدعوة ولم يتخرجوا فى الأزهر الشريف..وكان من الصعب ان يؤم شخص المصلين وهو لا يجيد نطق حروف اللغة العربية نطقا سليما..
وكان من المستحيل ان يفتى شخص ما فى قضية دينية دون ان يكون على علم..ان الإسلام حدد الأشياء كل الأشياء هناك طقوس للصلاة وشروط للصوم وحدود للميراث وهناك معاملات دينية ملزمة..ان المعاملات فى العقيدة الإسلامية اكبر بكثير من العبادات وهذا تأكيد لأهمية السلوك فى الإسلام..وفى السنوات الأخيرة زاد عدد المتطفلين على موائد الفتاوى والآراء والإرشادات واصبح من السهل ان تجد من يفتى وهو لم يحصل على الثانوية العامة..وزادت الأزمة تعقيدا امام الفضائيات فوجدنا من اعتزل الفن ليصبح داعية ومن ترك كرة القدم ليصبح رجل دين وتحولت ساحة الإفتاء الى عالم فسيح فيه الفتاوى من كل لون وجنس ولم تعد الأزمة مقصورة على بلد دون آخر ولكن المأساة انتقلت الى جميع العواصم العربية والإسلامية وتحولت الفضائيات الى منصات عسكرية لإطلاق الفتاوى والتشهير بالناس واتهامهم بالكفر والعصيان وقد ترتب على ذلك اختلال شديد فى المنظومة الدينية من حيث الفتاوى والآراء والدعوة والإتهامات ووجدنا طريقا غريبا يبدأ بالدعوة بالموعظة الحسنة وينتهى بالقتل والإرهاب وللأسف الشديد ان الظاهرة اتسعت واصبحت حديث الناس فى معظم الدول الإسلامية وانتشرت العدوى بين الأجيال الجديدة التى تجرأت على الثوابت الدينية والفقهية ثم اخذت صورا لجماعات دينية واخرى تكفيرية وتحولت الظاهرة الأن الى ازمة عالمية ولم يتوقف الأمر على الأشخاص ولكنه انتقل فى صورة عداء سافر للإسلام الدين والعقيدة والأن يجرى الحديث حول مأساة الخطاب الدينى فى العالم الإسلامى وهناك دراسات وابحاث تجرى الأن فى جامعة الأزهر مع اجراءات حاسمة فى وزارة الأوقاف.. ان الأزمة الحقيقية هى الاجتراء الشديد على قدسية الدين وثوابته ودخول عناصر كثيرة لا علاقة لها بالدراسات الدينية الى ساحة الإفتاء والدعوة وتقمص ادوار رجال الدين..إذا كانت هناك ضوابط تحكم العمل فى اى مهنة فإن الأولى هو رجل الدين الذى نأتمنه على ديننا وعقيدتنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محنة الخطاب الدينى محنة الخطاب الدينى



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon