بقلم فاروق جويدة
يبدو ان الحكومة جادة فى تطهير الساحل الشمالى ومنطقة العلمين من ملايين الألغام التى تركتها الحرب العالمية الثانية فى الأراضى المصرية..آخر الأخبار هو توقيع بروتوكول بين د.سحر نصر وزيرة التعاون الدولى ود.مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية لتطهير مساحة 36 ألف فدان بمدينة العلمين وهى المساحة المخصصة لإقامة المدينة المليونية والبالغة 72 ألف فدان وقد نص الاتفاق على الانتهاء من تطهير هذه المساحة خلال عشرة شهور..ان الأزمة الحقيقية فى قضية الألغام انها تفتقد الجدية الكاملة فى متابعة وتنفيذ عمليات التطهير فقد قامت القوات المسلحة بتطهير 30 ألف فدان ولكن العنصر الغائب هو الطرف الأجنبى أمام مساعدات ضئيلة تقدمها دول الاتحاد الأوربى التى تصر على عدم الاعتراف بمبدأ التعويضات فى هذه القضية ولهذا كان التركيز دائما على إنها معونات ومساعدات وليست تعويضات..ان غياب المتابعة فى هذه القضية مع أطرافها الخارجية كان سببا فى بقاء هذه الكارثة ستين عاما وما شهدته من ضحايا..ان المطلوب الآن ان تصر مصر على ضرورة دعمها فى علاج هذه الأزمة وتطهير الأرض المصرية من حدائق الموت التى حرمت مصر من مساحات رهيبة من الأراضى الصالحة للزراعة وما فيها من ثروات طبيعية تمتد مئات الأميال على الشواطئ التى لا يستفيد منها احد ابتداء بالغاز والبترول وانتهاء بمشروعات الطاقة الشمسية التى يمكن ان توفر لنا مصادر للطاقة تقوم عليها صناعات كثيرة ويمكن تصديرها للدول الأوربية..ان البروتوكول الذى وقعته وزارة الإسكان والتعاون الدولى يمكن ان يكون نقطة بداية لأن المساحات كبيرة وملايين الألغام المنتشرة فى العلمين تحتاج إلى تكنولوجيا حديثة ومعدات تتوافر الآن فى دول الاتحاد الأوربى والقضية ليست فقط معونات ومنح ومساعدات أو تعويضات انها قضية إنسانية أخلاقية وهى مسئولية دولية ويجب الإلحاح فيها حتى يمكن لنا ان نتخلص من هذه الكارثة التى حرمتنا من مساحات كبيرة من الأراضى الصالحة للزراعة والاستثمار والإنتاج..حدائق الموت والألغام فى الساحل الشمالى والعلمين تحتاج إلى متابعة دائمة مع كل الأطراف داخليا وخارجيا خاصة ان للجيش المصرى تجربة ناجحة فى إزالة ملايين الألغام فى هذه المنطقة.