توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسابقة فى غناء العصافير

  مصر اليوم -

مسابقة فى غناء العصافير

فاروق جويدة

لا يمكن ان تتساوى العصافير والغربان أو تتشابه مياه الأنهار ومياه المستنقعات..ولا يمكن أيضا ان نجد في مكان واحد من يضئ شمعة ومن يطفئ كل الأنوار..

هناك عشاق للنهار وهناك أيضا خفافيش تحب الظلام وكلما فقدت الشعوب قدرتها على التمييز ساد الباطل وانسحبت حشود العدل والجمال..حين يجلس الإنسان مع نفسه ويراجع دفاتر أيامه سوف يجد وجوها كثيرة أسعدته وكانت مثالا في الرقى والسمو والتحضر..سوف يجد أيادى كثيرة امتدت له وهو يصارع الأمواج..سوف يجد أسرابا من العصافير التى واكبت مشواره ومسيرته في الحياة..وسوف يرى أيضا وجوها أخرى أدمنت الكذب والضلال والتحايل والغريب أن الحياة لديها قدرة عجيبة على تطهير الأشياء وفرز البشر..ان الأنهار تجدد ماءها في مواسم الفيضان..والأشجار تغير أوراقها في مواسم الربيع..والبشر أيضا منهم أشجار فارهة وهناك حشائش متسلقة وفى نهاية المشوار يبقى النخيل نخيلا وتبقى الحشائش سكنا للحشرات.. قرأت في الأسبوع الماضى عن مسابقة لغناء العصافير شاركت فيها ثلاث دول من شرق آسيا هى تايلاند وسنغافورة وماليزيا بأسراب من العصافير..شارك في المسابقة ألف عصفور في ميدان واسع وكانت الأقفاص تمتد على طول البصر معلقة في أعمدة ملأت الميدان..كانت العصافير متعددة الأصوات والأماكن تغنى جميعها في وقت واحد والأطفال يتناثرون كالنجوم في الميدان الفسيح..وكما يعتاد الإنسان على الجمال يمكن أيضا ان يدمن القبح وحين تنتشر أشباح القبح تتراجع أذواق الناس شيئا فشيئا وبدلا من ان يكون الغناء للعصافير يغنى الناس للحمير..وبعد أن تكون المسابقات لتنمية الجمال يتصارع الناس حول صناديق القمامة ويقف الأطفال الأبرياء في الشوارع ينتظرون بقايا الطعام..وبدلا من ان ينام الطفل في حضن أمه سعيدا يموت غريبا على احد الشواطئ البعيدة ويتناقل العالم صورته ويترحم عليه رغم أن هذا الطفل ربما كان يوما حاكما عادلا او فنانا يعشق الجمال أو كاتبا ينتظر العالم كلماته المضيئة..حين تصبح الغربان في صدارة الموكب وتختفى أسراب العصافير لا بد ان يراجع الإنسان نفسه ويسأل لماذا رحلت العصافير..الإنسان سيد هذا الكون اذا صلح صلحت كل الأشياء واذا فسد قل على الأرض السلام .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسابقة فى غناء العصافير مسابقة فى غناء العصافير



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon