توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسابقة فى غناء العصافير

  مصر اليوم -

مسابقة فى غناء العصافير

فاروق جويدة

لا يمكن ان تتساوى العصافير والغربان أو تتشابه مياه الأنهار ومياه المستنقعات..ولا يمكن أيضا ان نجد في مكان واحد من يضئ شمعة ومن يطفئ كل الأنوار..

هناك عشاق للنهار وهناك أيضا خفافيش تحب الظلام وكلما فقدت الشعوب قدرتها على التمييز ساد الباطل وانسحبت حشود العدل والجمال..حين يجلس الإنسان مع نفسه ويراجع دفاتر أيامه سوف يجد وجوها كثيرة أسعدته وكانت مثالا في الرقى والسمو والتحضر..سوف يجد أيادى كثيرة امتدت له وهو يصارع الأمواج..سوف يجد أسرابا من العصافير التى واكبت مشواره ومسيرته في الحياة..وسوف يرى أيضا وجوها أخرى أدمنت الكذب والضلال والتحايل والغريب أن الحياة لديها قدرة عجيبة على تطهير الأشياء وفرز البشر..ان الأنهار تجدد ماءها في مواسم الفيضان..والأشجار تغير أوراقها في مواسم الربيع..والبشر أيضا منهم أشجار فارهة وهناك حشائش متسلقة وفى نهاية المشوار يبقى النخيل نخيلا وتبقى الحشائش سكنا للحشرات.. قرأت في الأسبوع الماضى عن مسابقة لغناء العصافير شاركت فيها ثلاث دول من شرق آسيا هى تايلاند وسنغافورة وماليزيا بأسراب من العصافير..شارك في المسابقة ألف عصفور في ميدان واسع وكانت الأقفاص تمتد على طول البصر معلقة في أعمدة ملأت الميدان..كانت العصافير متعددة الأصوات والأماكن تغنى جميعها في وقت واحد والأطفال يتناثرون كالنجوم في الميدان الفسيح..وكما يعتاد الإنسان على الجمال يمكن أيضا ان يدمن القبح وحين تنتشر أشباح القبح تتراجع أذواق الناس شيئا فشيئا وبدلا من ان يكون الغناء للعصافير يغنى الناس للحمير..وبعد أن تكون المسابقات لتنمية الجمال يتصارع الناس حول صناديق القمامة ويقف الأطفال الأبرياء في الشوارع ينتظرون بقايا الطعام..وبدلا من ان ينام الطفل في حضن أمه سعيدا يموت غريبا على احد الشواطئ البعيدة ويتناقل العالم صورته ويترحم عليه رغم أن هذا الطفل ربما كان يوما حاكما عادلا او فنانا يعشق الجمال أو كاتبا ينتظر العالم كلماته المضيئة..حين تصبح الغربان في صدارة الموكب وتختفى أسراب العصافير لا بد ان يراجع الإنسان نفسه ويسأل لماذا رحلت العصافير..الإنسان سيد هذا الكون اذا صلح صلحت كل الأشياء واذا فسد قل على الأرض السلام .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسابقة فى غناء العصافير مسابقة فى غناء العصافير



GMT 15:28 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

حماية المريض والطبيب بالحوار

GMT 15:26 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

نفس عميق!

GMT 15:25 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الأزهر لا سواه لها

GMT 15:24 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

أُسطورةُ فى جباليا!

GMT 15:23 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شركاء فى الجريمة

GMT 07:13 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 07:12 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 07:11 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كَذَا فلْيكُنِ الشّعرُ وإلَّا فلَا!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon