فاروق جويدة
لا شك أن مصر تحقق نجاحات كبيرة على المستوى الخارجى وأن زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الدول الأجنبية قد فتحت أبوابا كثيرة للتواصل، وقد أسفر ذلك عن حصول مصر على عضوية غير دائمة فى مجلس الأمن وهو انجاز سياسى كبير..لا شك أن الدبلوماسية المصرية خاضت معركة كبيرة ناجحة على المستوى الدولى فى السنوات الأخيرة خاصة بعد ثورة يونيو وان الوزير سامح شكرى لعب دورا كبيرا فى هذه المهمة مع فريق عمل كبير شارك بالجهد والحضور والعمل..ان وصول مصر إلى مجلس الأمن فى هذه المرحلة يمثل انجازا ويلقى علينا مسئوليات ضخمة تجاه قضايا إفريقيا التى نمثلها وقضايا المنطقة العربية وقضايا العالم كله..ان وجود مصر فى هذا الموقع سوف يحد كثيرا من سياسة المحاور والتسلط أحيانا فى المؤسسة الدولية أمام سياسة الصوت الواحد والاستخدام الدائم لحق الفيتو وسيطرة الدول الأعضاء الدائمين. إن تداول القضايا والحوار بين القوى الأخرى سوف يكون له آثاره الايجابية..ان اخطر ما يواجه مجلس الأمن والأمم المتحدة بصفة عامة هو عدم احترام دول كثيرة لما يصدر من قرارات وتوصيات وأكبر دليل على ذلك عشرات القرارات التى صدرت لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى ولم تنفذ إسرائيل شيئا منها..هناك ايضا ما صدر من قرارات حول المنطقة العربية والتى سمحت بدخول قوات أجنبية إلى مناطق كثيرة دون جدوي.. وفى إفريقيا الكثير من القضايا التى ينبغى ان تتولى مصر ملفاتها ومن أخطرها قضية الفقر وقضية المياه وهى بكل المقاييس تهدد الأمن والاستقرار فى دول القارة الإفريقية..ان قضايا الحرب الأهلية فى اكثر من مكان فى إفريقيا والعالم العربى من الملفات الخطيرة ويكفى ما نراه فى عدد كبير من الدول الإفريقية من صراعات داخلية وما يجرى فى سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال هذه الملفات سوف تلقى على مصر مسئولية كبيرة أمام المجتمع الدولى والمؤسسة الدولية التى تعيش لحظة حرجة من تاريخها والعالم يشهد كل هذه المحن والأزمات..إن عودة مصر إلى دورها العربى والافريقى والدولى هو الذى جعلها تحقق هذا الانجاز الكبير