بقلم فاروق جويدة
لا أحب ان اسمع كلمة إسقاط مصر، لأن مصر لا تسقط ولن تسقط فقد عبرت عليها أزمات وأجناس وأحداث وكوارث ولم تسقط..
ان مصر اكبر من ان تسقط فإذا حذفنا التاريخ وأقصينا البشر فأن الجغرافيا سوف تقف أمامنا راسخة ثابتة في المكان والزمان..مصر المكان لن تتزحزح بوصة واحدة ومصر ليست زمانا واحدا فقد كانت وستبقى كل الأزمنة..ومصر الجغرافيا الأرض والشواطئ والموقع والقارات..آسيا وأفريقيا وأوربا القارات الثلاث من العالم القديم وكانت مصر درة وتاج هذا العالم..مصر الشواطئ التى امتدت عبر البحار والأرض التى امتدت شمالا وجنوبا..مصر النيل القادم من الجنة كما يقول المؤرخون يتدفق منذ آلاف السنين فلا احد استطاع ان يغير مساره أو يوقف مسيرته..انه يندفع في شموخ يحطم كل الحواجز وسوف يبقى مندفعا إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها..مصر التاريخ الحافل بكل التناقضات وما بين الغزاة والطغاة والعباد والكهنة والشيوخ والقساوسة مصر كل الأديان السماوية وكل عقائد التوحيد وقد عبدت الخالق سبحانه وتعالى قبل ان تهبط الرسالات السماوية على البشر..مصر حضارة الكون تجسدت في عصور اختلفت وأزمنة رحلت وصور بقيت وحين يقف المؤرخون أمام الكنانة يجدون نصف آثار العالم ونصف تاريخ البشرية ونصف انجازات الحضارة ونصف مشاكل البشر..كل العواصف والرياح التى مرت على مصر تكسرت أمام إرادة شعبها ورحل الغزاه جميعا الهكسوس والصليبيون والاستعمار بكل ألوانه وبقيت مصر تعلم العالم كيف يخرج الغزاه وتبقى الشعوب.. لا أحب كلمة إسقاط مصر وأرجو من كل من يرددها سواء كان مسئولا أو غير مسئول ألا يرددها قد تسقط أشياء كثيرة في مسيرة البشر ولكن الأوطان لا تسقط قد تتغير أحوال الشعوب ثراءً أو فقرا نجاحا أو فشلا تقدما أو انكسارا ولكن الشعوب تتغير والأجيال تمضى وتجئ أجيال اخرى..ولكن الأوطان باقية انها تتسرب عشقا في الدماء وتتجسد صورا في الملامح وتبقى اكبر من كل الكلمات وأغنى من كل الثروات..مصر باقية في أرضها وشعبها ونيلها وشموخها وتراثها وتاريخها ودعوات البسطاء من اهلها لا تخافوا على مصر لأن الله يرعاها.