فاروق جويدة
وسط حشد كبير دعا اليه السفير السعودى فى القاهرة احمد عبد العزيز قطان فى الذكرى التاسعة لتولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله تحدثت عن العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية وقلت ان حلم اى مصرى ان يزور الرحاب الطاهرة ويزور الكعبة وقبر المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وان موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ليس غريبا على المصريين فقد كانت العلاقات بين الشعبين اكبر من كل الخلافات السياسية وان خادم الحرمين فى مواقفه مع ثورة 30 يونيو كان يجسد مشاعر شعبه فقد وقف ضد المؤامرات الخارجية التى احاطت بمصر وكان حاسما مع الإدارة الأمريكية ودول اوروبا وكان موقفه مع دولة الإمارات والبحرين ضد حكومة قطر تأكيدا للدعم السعودى الذى لم يتوقف على الجوانب المادية .. وقلت فى كلمتى هناك ثلاثة روافد فى ثقافتنا العربية تعود منابعها الى الأراضى المقدسة .. وهى القرآن الكريم الذى هبط على ربوعها الطاهرة وهو اساس العقيدة الإسلامية واللغة العربية وهى اصل الثقافة العربية والشعر العربى وكان مكتوبا على ستائر الكعبة فى المعلقات السبع وهى اقدم واعرق المصادر فى تاريخ الشعر العربى .. ومنذ ايام كنا نتناول الغداء مع وزراء الإعلام العرب فى بيت السفير السعودى فى الزمالك بدعوة من الصديق الشاعر عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام السعودى ودار حديث طويل بين الوزراء العرب حول ازمة اللغة العربية فى وسائل الإعلام العربية دون استثناء وان اللغة العربية تحتاج الى معجزة لكى تتجاوز محنتها وان الإعلام هو افضل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف وهو ايضا احد اسباب هذه المحنة وعلينا ان نواجه الأزمة قبل ان تصبح اللغة العربية لغة القرآن غريبة بين شعوبها..ان ثلاثية الشعر فنا والقرآن عقيدة واللغة العربية تراثا هى المنطلق الذى ينبغى ان تسير فيه المؤسسات الثقافية والدينية فى العالم العربى لحماية تراث هذه الأمة..لغة غريبة..وقرآن يتاجر به المزايدون فى اسواق السياسة وخطاب دينى يفتقد الحكمة وشعر عريق يترنح امام دعاوى الحداثة..وهذا كله يهدد الثقافة العربية فى ثوابتها .
"الأهرام"