فاروق جويدة
كان الرأى العام في مصر يتساءل منذ سنوات عن موقف الدولة المصرية من الاكتشافات البترولية التى توصلت إليها اسرائيل في البحر المتوسط وحقول الغاز التى اكتشفتها في مناطق الحدود مع لبنان وأين نحن من ذلك كله خاصة ان قبرص دخلت السباق حول غاز المتوسط وحققت انجازات كبيرة..
جاء اكتشاف حقل شروق لشركة إينى الايطالية مفاجأة كبرى للعالم كله حيث اعتبره البعض اكبر اكتشاف نفطى في التاريخ..في تقرير الشركة الايطالية أكدت ان حجم الاحتياطيات الاصلية تقدر بحوالى 30 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى ويغطى مساحة 100 كيلو متر مربع وقد يصبح من اكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم..وقد وصلت عمليات الحفر إلى عمق 4131 مترا ولا شك ان هذا الاكتشاف الضخم سوف يغير حسابات كثيرة أمام العالم وسوف يضع مصر على ابواب مرحلة جديدة لتوفير احتياجاتنا من الطاقة.. وقبل هذا كله هو يضع أقدام الدولة المصرية بقوة في مياه المتوسط بكل ما فيها من الثروات البترولية وغير البترولية..ان الشواطئ المصرية تحمل الكثير من الموارد وعلينا ان نفتش عنها .. ان هذا الاكتشاف الذى قامت به شركة ايطالية يؤكد ان سياسة مصر الخارجية قد تغيرت وغيرت معها واقعا جديدا يقوم على التعاون والشراكة والاستثمار..لقد اهتزت شركات البترول والغاز في اسرائيل بعد الإعلان عن هذا الاكتشاف لأن إسرائيل تصورت في وقت ما ان البحر المتوسط سوف يخضع لأحلامها التوسعية حتى لو كانت على حساب دول اخرى..ان هذا الكشف يحمل للمصريين آمالاً كبيرة في التقدم والرخاء وبناء الدولة الحديثة التى نريدها كشعب .. ينبغى ان يكون هذا الحدث منطلقا جديدا لاستثمارات حقيقية وتعاون بناء في كل المجالات ان البحر المتوسط سوف يحمل مفاجآت كثيرة للعالم وهذا الاكتشاف سوف يضع اقدام مصر على إنتاج بترولى حقيقى في كل المناطق لأن الصحراء المصرية فيها مصادر كثيرة للثروة لم تستثمر بعد حتى الرمال الصفراء في قلب سيناء والصحراء الغربية يمكن ان تتحول إلى أرض خضراء أو صناعات متقدمة أو اكتشافات لخيرات جديدة.