فاروق جويد
آفة العرب النسيان..وكيف ننسى كاتبا في حجم وتاريخ آفة العرب النسيان..وكيف ننسى كاتبا في حجم وتاريخ مصطفى امين..كيف ننسى من شيد واحدة من اكبر المؤسسات الصحفية في العالم العربى وهى أخبار اليوم التى تخرجت منها أجيال وأجيال حملت رسالة الكلمة حرية وإبداعا وحوارا خلاقا..
في كتابه مصطفى امين انتقل بنا الكاتب احمد عطية صالح في رحلة ممتعة في حياة واحد من اكبر الكتاب الصحفيين وهو الأب الروحى لأجيال من الصحفيين يبدأ الكتاب بمقدمة سطرها قلم مصطفى أمين وهو يتساءل كيف يحسب عمره بالأصدقاء بالرؤساء الذين قابلهم بالانتصارات التى عاشها أو بالهزائم التى لحقت به لم تكن رحلة كاتبنا الكبير في عالم الصحافة رحلة سهلة بل انها كانت معارك وصراعات عبر عصور مختلفة وان كانت قمة المأساة فيها هى سنوات السجن في تهمة أساءت لتاريخ الرجل رغم أن الحقائق بعد ذلك تكشفت وبرأت الرجل أمام نفسه وأمام تاريخه لم يكن من السهل الصاق تهمة بهذا الحجم وهذه الادانة لشخص في قيمة ودور مصطفى امين..اقتربت من كاتبنا الكبير سنوات طويلة خاصة بعد أن خرج من تجربته المريرة في السجن وكانت بيننا حوارات كثيرة وكنت اشعر ان مصطفى امين الرجل الذى خرج من السجن غير السجين الذى عاش تجربة قاسية وراء القضبان..حاولت يوما بل وكتبت متمنيا ان يلتقى الكبيران مصطفى امين وهيكل وفشلت محاولتى .. وحين ذهبت لزيارة مصطفى امين في المستشفى كنت اقف بعيدا عن غرفة العناية المركزة حين اقتربت منى زوجته ورفيقة رحلته وقالت ان مصطفى يريد ان يراك..وتعجبت من المفأجأة خاصة ان عددا كبيرا من الزوار كانوا من اقرب الناس اليه وحين صافحته كان في كامل وعيه وهو يقول لقد انتهى كل شىء انتهت الرحلة..لا تنسى أن تكتب عنى شعرا لان الشعر هو الذى يبقى اما الصحافة فعمرها قصير..ورحل مصطفى أمين ومعه خزائن أسراره ومشواره الطويل في بلاط صاحبة الجلالة أستاذا وكاتبا وسجينا وصاحب رأى..وبعد رحيله بأيام كتبت فى وداعه قصيدة من أعذب ما كتبت..تحية لابنته صفية مصطفى امين التى تحدت عواصف النسيان وأصدرت كتابا ممتعا لتؤكد أن والدها اكبر من النسيان