فاروق جويدة
جمعنى لقاء طويل مع السفير سامح شكرى وزير خارجية مصر، دار فيه الحوار حول كل ما يتعلق بالشأن المصرى ابتداء بالعلاقات الخارجية وانتهاء بالوضع الداخلى، وما يجرى حولنا من أحداث..
السفير سامح شكرى ينتمى إلى مدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة بثوابتها القديمة ورؤاها المتجددة وشبابها الدائم الذى يرسم كل التفاصيل الدقيقة لعلاقات دولية متوازنة بين مصر والعالم.. ولأن الرجل عمل سفيرا لمصر فى أمريكا فان الملف الأمريكى المصرى له أولوية خاصة أمام تعثر العلاقات ودخولها إلى مناطق كثيرة شائكة تحتاج إلى الكثير من الوقت والمسئولية والحكمة من أجل مصالح البلدين .. من أهم الملفات التى تحدثنا فيها أيضا ملف مياه النيل وسد النهضة والعلاقات مع إثيوبيا وضرورة إيجاد صيغة لمواجهة هذه الأزمة على أسس من الحرص على مصالح الشعبين.. هناك أيضا ملف الأحداث الدامية فى ليبيا وهو من أخطر وأهم القضايا التى تتعلق بأمن مصر القومى وأثر ما يحدث على مصر، وما هى الآفاق المفتوحة لعلاج حالة الفوضى فى الشارع الليبى.. وما يحدث فى ليبيا على الحدود مصر الغربية يقابله وبنفس الدرجة من الأهمية والخطورة الموقف فى غزة أمام العدوان الإسرائيلى الغاشم على الشعب الفلسطينى.. السفير سامح شكرى يدرك بوعى وطنى صادق حجم المخاطر التى تتعرض لها مصر وجسورها مع العالم الخارجى ..هناك توافق كبير وتعاون لا حدود له بين مصر والسعودية والإمارات ودول الخليج انعكس بصورة واضحة فى الدعم السياسى والاقتصادى والرؤى المشتركة فى قضايا الأمن القومى العربى.. ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وغزة وكل هذه الأزمات والمخاطر التى تهدد استقرار المنطقة كلها ولم يخل الحديث عن العلاقات مع أطراف أخرى تتخذ مواقف عدائية تجاه مصر، كما يحدث من قطر وتركيا، وكلها محاولات عبثية كشفت إلى أى مدى كانت الحسابات الخاطئة سببا فى المشهد الحالى من الانقسامات فى المنطقة كلها.. إن الأدوار السياسية يحكمها تاريخ وثوابت ورصيد من المسئولية لا يقدر عليه أحد وهذا قدر مصر الدولة والشعب.