فاروق جويدة
في صحبة الفنان القدير جلال الشرقاوى والفنان يوسف اسماعيل مدير المسرح القومى شاهدت مسرحية ليلة من ألف ليلة للفنان المبدع يحيى الفخرانى .. ان تاريخ الفخرانى الفنى قام على عنصرين البساطة والتلقائية فهو لا يمثل ولكنه يؤدى دوره على المسرح باقتدار كأنه يعيش تجربة خاصة .. يحيى الفخرانى على المسرح شحنة انفعالية صادقة ومؤثرة سرعان ما تصل إلى المشاهد .. المسرحية من تأليف فارس العامية الأصيل بيرم التونسى ومن الحان احمد صدقى وجمعت عدداً من الشباب أبناء المسرح القومى مع لطفى لبيب بحضوره الطاغى .. ونحن نشاهد المسرحية قال لى جلال الشرقاوى هل رأيت روح سيد درويش وهى تحلق في اللحن والكلمات والإيقاع .. ورغم ان المسرحية ظهرت على المسرح أكثر من مرة إلا ان عبق كلمات بيرم التونسى استطاعت ان تقاوم الزمن مع رقة متناهية في موسيقى احمد صدقى وهو من ارق الملحنين المصريين وله أعمال جميلة مع الصوت السماوى ليلى مراد .. في ليلة من ألف ليلة مطربة صاعدة صوتا وحضورا هى هبة مجدى وقد شاهدتها في مسلسل جميل من إخراج المبدعة إنعام محمد على في مسلسل قصة الأمس للكاتب المبدع محمد جلال عبد القوى ولا أدرى أين مسلسلات هذا الرجل على الشاشة وفى العرض أيضا مطرب شاب واعد هو محمد محسن صوت مؤثر وحساس مع نجوم القومى سلمى غريب وضياء عبد الخالق واخراج محمد محسن .. كنت سعيدا أن اعيش مع نص عامى من كلمات بيرم التونسى وكانت سعادتى اكبر ان تعود الأضواء للمسرح القومى قلعة من قلاع الفن الجميل ورغم حشود الزخارف على الجدران وتغيير الكثير من المبنى العتيق إلا ان وجود المسرح القومى في حد ذاته انجاز كبير .. كلما أضاءت مشاعل الإبداع والفن في ربوعنا تجددت الأحلام والآمال ان يعود للثقافة المصرية بريقها ورونقها .. كان المسرح دائما من أهم مصادر ثروة مصر الفنية وعلى خشبة المسرح القومى تألقت أسماء كثيرة سواء في نصوص عربية أو أجنبية