فاروق جويدة
تزعجنى كثيراً الملايين من الدولارات التى تدفعها الأندية المصرية لمدربى كرة القدم الأجانب هذا بخلاف أطقم التدريب من المساعدين إضافة إلى الجزاءات والغرامات المالية فى حالة فسخ العقود.. أتساءل أحيانا أليس المدرب المصرى أحق بهذه الأموال التى نلقيها فى جيوب المدربين الأجانب.. هناك عدد كبير من المدربين المصريين الذين وصلوا إلى العالمية والأندية المصرية أحق بهم وهم أحق بها عشرات الرحلات للخارج التى تقوم بها إدارات النوادى وتنفق فيها آلاف الدولارات بحثا هنا وهناك عن مدرب وفى أحيان كثيرة تتعقد المفاوضات ويجرى البحث فى بلد آخر وكل هذا بالدولارات.. لدينا فى عالم التدريب تجارب كثيرة ناجحة من خلال مدربين مصريين اثبتوا كفاءتهم ولكن عقدة الخواجة مازالت تسيطر علينا لا شك ان بعض المدربين الأجانب اكتسبوا سمعة طيبة فى تاريخ الكرة المصرية ولكن هذا لا يعنى أبدا الاستغناء عن مدربينا ودفع ملايين الدولارات للأجانب.. ان الأمر لا يتوقف فقط على المدربين ولكنه انتقل إلى الحكام خاصة بين الفرق المصرية الكبرى التى تصر على استضافة الحكام الأجانب.. وإذا القينا ذلك بعيدا فإن بورصة اللاعبين الأجانب قد بلغت أعلى معدلاتها فى السنوات الأخيرة بحيث وصلت أسعار اللاعب الواحد إلى ملايين الدولارات بينما يجلس مئات اللاعبين على خطوط الاحتياطى فى معظم الأندية المصرية..فى الأصل كانت كرة القدم متعة شعبية وكان اللاعب اسعد الناس حين يحرز هدفا ولكن الشيك الآن هو الأهم ليس فى كرة القدم وحدها ولكن فى كل جوانب الحياة فقد أصبح المال سلطانا على الجميع.. ان كل مدرب اجنبى يأتى ومعه فريق عمل متكامل وكل هؤلاء يقبضون بالدولار فى وقت تشتكى فيه كل مؤسسات الدولة من العجز الشديد فى النقد الأجنبي.. المفارقة العجيبة فى هذه القصة ان رجال الأعمال المصريين من مشجعى الأندية هم الذين يدفعون ملايين الدولارات لشراء لاعب أو تمويل صفقة اختيار مدرب فى حين ان ما يقدمونه لدعم صندوق تحيا مصر لا يتناسب إطلاقا مع فكرة الصندوق وأهدافه أليس فقراء مصر أولى بهذه الملايين يا سادة..لله فى خلقه شئون.