فاروق جويدة
فتح الرئيس عبد الفتاح السيسى واحدا من أهم وأخطر الملفات فى حياة المصريين وهم أصحاب الاحتياجات الخاصة هؤلاء الأبناء الذين يعيشون فى ظروف قاسية خاصة اذا كانوا من الأسر الفقيرة .. إن الشئ المؤسف أننا لم نلتفت إلى هذه الشرائح من المجتمع فى احتفالات الطفولة ومهرجانات الفوضى التى عشنا عليها زمنا طويلا ولم يلتفت احد إلى هذه الفئة المعذبة من الناس.
ربما كانت هذه هى المرة الأولى التى ينتبه فيها المصريون إلى حجم هذه المشكلة وان هناك ملايين من أبنائنا من حقهم على المجتمع ان يجدوا فيه الحياة الكريمة التى تقدر ظروفهم .. لا نستطيع ان نتجاهل مع هؤلاء أطفال الشوارع ولا احد يعلم أعدادهم الحقيقية، هؤلاء الذين ينامون على الأرصفة وتحت الكبارى محطات السكك الحديدية والمترو وأمام المستشفيات .. هناك أيضا الأطفال الذين يعملون فى الورش والمصانع وأعمال التسول تحت إدارة عصابات منظمة تستغل براءة هؤلاء وتجندهم فى أعمال كثيرة بلا رحمة .. لدينا أيضا أصحاب المعاشات من كبار السن الذين لا يجدون المأوى المناسب بل أن غياب الرحمة فى قلوب الآباء جعلت الكثيرين من هؤلاء ينامون فى الشوارع ويتسولون ليلا ونهاراً وما بين أصحاب الاحتياجات وأطفال الشوارع والمسنين يتساءل الإنسان: أين أثرياء مصر وأين دور المسنين ورعاية الطفولة .. فى يوم من الأيام اقامت الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل جامعة القاهرة وهناك من أقام المستشفيات والمدارس من ماله الخاص وللأسف الشديد نجد النفوس تغيرت ولم يعد القادرون فى هذا البلد يساهمون فى مواجهة هذه الأعباء التى لا تستطيع الحكومة فى ظل ارث طويل من التسيب أن تقوم بها .. من واجب القادرين فى مصر أن يفتحوا ابواب خزائنهم للمحتاجين والمسنين واطفال الشوارع واصحاب الاحتياجات الخاصة .. إنها زكاة المال وواجب المواطنة وحق للسائل والمحروم وهى مطالب مشروعة لمن جمعوا الملايين بلا جهد أو تعب .. لقد اهمل المصريون وهم يجمعون الأموال بالحق والباطل مسئولياتهم الانسانية، وجاء الوقت ليردوا هذاالدين لأنه لن يسقط بالتقادم .