فاروق جويدة
وصلتنى هذه الرسالة من الكابتن وجدان عزمى مدرب كرة القدم بالنادى الاهلى.
لا تعرف الغالبية العظمى من جماهير الرياضة ولا اللاعبين والنقاد ولا الإعلاميين فى مصر من هو صاحب فكرة إنشاء النادى الأهلي..قال أمير الشعراء أحمد شوقى فى رثائه :
قفوا بالقبور نسائل عمر..
متى كانت الأرض مثوى القمر ؟
يا سيد النادى وحامل همه..
خلفته تحت الرزية موقراً.
شهد الأعادى كم سهرت لمجده..
وغدوت فى طلب المزيد مشمراً
لقد كان صاحب الفكرة فذاً بمعنى الكلمة..والغريب أنه بدأ الحديث عن حقوق المرأة فى رسالة له عام 1897قبل صيحة صديقه قاسم أمين ولأن الشعر هو ديوان العرب وذاكرتنا أصابها العطب من اللهث وراء أقدام نجوم الكرة فقد أدهشنا أمير الشعراء عندما كشف عن أن عمر لطفى بك المحامى هو صاحب فكرة إنشاء النادى الأهلى وهو أبو النقابات والتعاونيات فى مصر والتى جاب البلاد لتتحدى استغلال البنوك الأجنبية للفقراء فى مصر فقال:
فى كل ناحية تحط نقابة..
فيها حياة فى الزراعة لو دري.
تمشى إلى الأكواخ ترشد أهلها..
مشى الحواريين يهدون القري
لولاك ما عرفوا التعاون بينهم..
فيما يسر ولا على ما كدرّا
لقد انتقلنا للعمل فى النادى الأهلى الجديد بالشيخ زايد فى منطقة شبه صحراوية على مساحة 130 فدانا ويجرى العمل لبناء أضخم استاد فى الشرق الأوسط ودهشت من أن الرجل ليس له أى ذكر فى النادى الأهلى فى أى فرع من فروعه الثلاثة فى الجزيرة أو مدينة نصر أو زايد رغم أن مختار التتش تم إطلاق اسمه على ملعب الجزيرة وفكرى أباظة على المبنى الاجتماعى وصالح سليم على الميدان المواجه للنادي..لقد دارت رأسى من خمر الشعر عندما قرأت قول أمير الشعراء فى رثائه:
ففيك عرفت ارتجال الدموع..
ومنك علمت ارتجال الدرر.
ومثلك يرثى بآى الكتاب.
ومثلك يفدى بنصف البشر .
لذلك اقترح على محافظ الجيزة والمهندس محمود طاهر رئيس الأهلى إطلاق إسم عمر لطفى بك على الشارع الذى يطل عليه فرع النادى الجديد..فلا يعقل أن نتهافت على لاعب القدم وننسى صاحب القلم.