فاروق جويدة
أكبر انجاز يمكن ان يحققه رئيس مصر القادم هو مواجهة حالة الانقسام فى الشارع المصرى .. لقد شهدت السنوات الثلاث الماضية تقسيم المصريين الى طوائف وفصائل وفئات فى صورة غير مسبوقة ..
بعد ثورة يناير خرج المصريون منقسمون ما بين وطنى واخوانى ومتدين وكافر وثورى وفلول .. وهبطت علينا وجوه ترتدى أثوابا كثيرة رغم اننا لم نرها فى يوم من الأيام .. وخلال عام واحد استطاع الإخوان المسلمون تقسيم مصر الى فصائل بل وصلت الأزمة الى انقسام ابناء الأسرة الواحدة على بعضهم .. واتسعت مساحات الخلافات حتى وجدنا من يعلن الحرب تحت راية الإسلام امام مجتمع من الكفار المشركين .. ولم تتوقف لعنة الإنقسامات على الفكر والدين ولكنها وصلت الى حالة الإرهاب التى اقتحمت الشارع المصرى واصبحت تهدد كل شئ فيه .. شهدت سيناء معارك دامية بين الجيش والإرهابيين القادمين من خلف الحدود ما بين جماعات تكفيرية واخرى تتبع القاعدة وثالثة من خلايا الجهاد او القدس وكلها تحارب الشعب المصرى .. لقد اعلن الإرهاب الحرب على جيش مصر وقوات الشرطة وكانت مواجهة دامية شاركت فيها عناصر غريبة من اكثر من دولة عربية وتسللت كميات رهيبة من الأموال والسلاح لتمويل هذه العمليات الإرهابية .. لقد نجح الجيش المصرى وقوات الشرطة فى تدمير البنية الأساسية للإرهاب فى سيناء وهو انجاز تاريخى ورغم العمليات التى شهدتها مديرية امن المنصورة او القاهرة او الإسماعيلية فقد استطاعت الشرطة المصرية ان تلحق خسائر كبيرة بالإرهاب وان تقبض على الكثير من عناصره .. ان المطلوب الأن من الرئيس القادم ان يعيد للمصريين تواصلهم وان يقضى على هذه اللعنة التى اطاحت بأجمل ما كان فينا وهو التواصل والمودة والرحمة .. ان المجتمع المصرى الذى تحول الى فصائل متناحرة ما بين الإرهابيين والإخوان والسلفيين والفلول والوطنى يجب ان يستعيد روحه القديمة ويواجه هذه الأمراض الخطيرة التى تهدد مستقبل اجيالنا القادمة .. نقطة البداية لبناء مصر ان يعود المصريون يدا واحدة لا يفرقهم احد وهذا اكبر التحديات .
"الأهرام"