فاروق جويدة
الفنانة نادية لطفى انسانة تحمل قلبا كبيرا يتسع لكل هذا العالم حبا وتقديرا ..
انها لا تغيب فى كل المناسبات وتجدها تقف بجانب كل رموز الوسط الفنى تجاملهم فى لحظات الضعف والشدة.. ورغم انها اعتزلت الفن منذ زمن بعيد وفضلت أن تعيش بعيدا عن الاضواء فإنها لا تغيب فى اللحظات الصعبة التى يعانيها فنان أو كاتب أو مثقف كبير لقد اختارت أن تعيش بلا أضواء فهى لا تظهر فى برامج التليفزيون إلا نادرا وكان من الممكن ان تقبل عروضا كثيرة للظهور والحديث عن ذكرياتها الفنية وقد عاصرت وظهرت مع كل النجوم الكبار فى العصر الذهبى للسينما المصرية إلا إنها كانت ترفض.. لقد انسحبت نادية لطفى من الساحة الفنية فى وقت مبكر وكانت تستطيع أن تمد عمرها الفنى فهناك ادوار كثيرة كانت تتناسب مع سنوات عمرها ولكنها توقفت فى الوقت المناسب من عمرها..هناك أشخاص يفضلون الانسحاب فى الوقت المناسب وهناك آخرون يقفون على المسرح ويصرون على ذلك رغم اسدال الستار وقد اختارت نادية لطفى أن تنسحب فى الوقت المناسب الذى تريده..ما أكثر الوجوه التى بقيت على الشاشات وقبلت ادوارا لا تناسبها امام ضرورات الحياة والظروف المعيشية كان من الممكن أن تبقى نادية لطفى فى الاضواء فترة اطول من حياتها ولكن اصرارها على أن تنهى الرواية فى الوقت الذى اختارته جعلها مصدر احترام وتقدير امام عشاق فنها . أن الغريب فى الآمر أن نادية لطفى الغائبة فنيا عن الأفلام الجديدة دائما تراها وهى تواسى زملائها فى المشوار حتى لو كانوا من أجيال أخرى جاءت بعدها أو أجيال سبقتها..انها نادية لطفى الإنسانة التى حملت هذا القلب الكبير الذى أحب الناس كل الناس..من بعيد أتابع وقفاتها الانسانية واقدر فيها هذه الروح وهذه المشاعر التى احتوت بها قلوبا كثيرة..انه العطاء بلا مقابل والحب الذى يشع فى كل مكان ويعطى الحياة شيئا من الصفاء والنبل والترفع ولهذا اسعدنى كثيرا تكريم الفنانة نادية لطفى فى مهرجان السينما هذا العام.