بقلم فاروق جويدة
الإنسان في حاجة لأن يفرح.. إن الفرح يجدد خلايا الجسد التى تتأكل كل يوم مع حشود الحقد والكراهية التى تفسد المشاعر وتهزم النفوس.. إن الفرح ليس مجرد ابتسامة عابرة تصافح وجهك وأنت تفكر أو تعمل انه عملية إنقاذ لقلوب أتعبها السفر وهدتها الأحزان..كان المصريون طوال تاريخهم أبناء نكتة حتى أنهم كانو يسخرون من أنفسهم إذا لم يجدوا أشياء حولهم يسخرون منها ولكن في سنوات الظلم والقهر والفقر نسى المصريون ضحكاتهم واستسلموا لحشود الإحباط والكآبة..ان الشئ الغريب أن الإنسان الفقير في مصر كان ينام راضيا وهو يقول ان القناعة كنز لا يفنى ولكن حين وجد الأشياء حوله قد اختلت في كل شئ وفقدت الحياة ابسط قواعد الرحمة نسى موضوع القناعة وانطلق يسأل عايز حقى واكتشف ان حقوقه ضاعت وانسحبت طيور الفرح من حياته كنا نجدد أفراحنا في فيلم جميل أو مسرحية ممتعة نترك أنفسنا فيها ونطهرها من حشائش زمن موحش..ولكن الأفلام والمسلسلات زادتنا الآن كآبة حيث الضرب والبذاءات والشتائم وارتفاع الضغط والأزمات القلبية..يكفى ان تجلس ساعة أمام شاشات التليفزيون حيث الصراخ والضجيج وقلة الأدب يكفى ان تشاهد الكراسى وهى تتطاير حولك والضيوف يلعنون بعضهم.. وحين تنام سوف تجد الكوابيس تطاردك في منامك..حاول ان تفرح وقد يكون السؤال وما هو الطريق إلى الفرح..ابحث عن اى شئ يسعدك قد يكون في لحظة حب نسيتها أو في أغنية لم تسمعها منذ زمن بعيد أو في فيلم من الأفلام القديمة كان دائما يمتعك..هناك أشياء يمكن ان تسعدك في عيون طفلك الصغير وهو عائد من مدرسته يحمل تلالا من الأوراق تسرق منه براءته وتستبيح ابتسامته..سوف تجد راحة غريبة في دعاء أمك وأنت تقبل يدها..سوف تجد نفسك أكثر ترفعا ونبلا وحولك أناس يطاردون نجاحك لأنهم أدمنوا الفشل واعتادوا عليه.. سوف تختار من كل الناس حولك صديقا مازلت تثق فيه تشكو إليه قسوة الأيام وتوحش البشر..اذا نظرت حولك سوف تجد أشياء كثيرة يمكن ان تسعدك ولكن المهم ان تراها..في زحمة الأشياء والبشر تغيب عن عيوننا أشياء جميلة يمكن ان تسعدنا