فاروق جويدة
فى كل يوم تكسب مصر أرضا جديدة على مستوى العالم..فى شهور قليلة استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى ان يقتحم بجسارة ملفات كثيرة كانت كل
العهود الماضية قد تجاهلتها ونسيتها فى زحمة الحسابات الخاطئة والاهداف المشبوهة..اقتحم الرئيس ملف العلاقات مع افريقيا منذ شارك فى القمة
الافريقية..وقد اذاب فى هذه الرحلة ثلوجا كثيرة مع أكثر من دولة افريقية كان من اهم جوانب هذا التقارب بين مصر وافريقيا قضية مياه النيل وسد
النهضة مع اثيوبيا..وبدأت مفاوضات السد تأخذ مساراً جديداً فى ظل حسابات جديدة ونوايا افضل.
وكانت زيارة الرئيس السيسى رغم انها قصيرة بداية مناخ جديد بين مصر والسودان خاصة بعد زيارة ناجحة قام بها الرئيس البشير لمصر..وتفتحت
أبواب كثيرة للتعاون بين البلدين الشقيقين .. ولا يمكن أن نتجاهل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات والكويت والبحرين و الوقوف بجانب
الشعب المصرى منذ 30 يونية فقد دعمت هذه الدول إرادة الشعب المصرى وطالبت المجتمع الدولى باحترام إرادة المصريين..وفى سباق مع
الأحداث كان دعم السعودية والامارات لمصر على كل المستويات تأكيدا لمعنى الاخوة الحقيقية .. ولم تنس مصر ما يجرى فى ليبيا وهى تمثل اهمية
خاصة للأمن القومى المصرى فكان القرار المصرى بالانحياز لإرادة الشعب الليبى فى معركته مع الإرهاب ولا شك ان زيارة امريكا كان لها اثر كبير.
وفى مبادرة سريعة ناجحة كانت الاتفاقات التى تم توقيعها بين مصر واليونان وقبرص وهى خطوة كانت لها اصداء اقليمية واسعة..والآن قيام الرئيس
عبدالفتاح السيسى بزيارة دولتين كبيرتين فى أوروبا..ان أهمية ايطاليا وفرنسا ليس فقط على المستوى الاقتصادى ولكن الجغرافيا لها دور فى هذه
الرسالة فهما الوجه الآخر للبحر المتوسط وهو يشهد الآن أزمات حادة سواء مع قوى الإرهاب الدولى أو الحسابات الإقليمية التى يحاول البعض فرضها
. ان ابواب ايطاليا وفرنسا هى المفاتيح الرئيسية للاتحاد الاوروبى بكل حساباته الدولية والإقليمية وفى هذا الإطار فإن الفاتيكان وزيارة الرئيس للبابا
تمثل دعما كبيرا لإرادة الشعب المصرى فى كل ما اتخذه من خطوات نحو بناء مستقبل جديد.