فاروق جويدة
انتهت كل المشاكل والازمات فى حياة المصريين ابتداء برغيف الخبز وانتهاء بالصحة والتعليم والفوضى والجرائم..تخلص المصريون من كل الازمات ولم يبق غير مشكلة المنشطات الجنسية التى تتحدث عنها كل ليلة جميع الفضائيات بما فى ذلك المنشطات المطلوبة للسيدات..لا ادرى اين اضع هذه القضايا هل هى رفاهية ام علم ام انحلال؟.
واذا كانت هذه القضايا ملحة بهذه الدرجة على الاعلام فأين مواقفه من بقية قضايا المجتمع أين هو من العشوائيات وحوادث المرور ومأساة الإرهاب وتدمير الجامعات اين هو من قضايا الشباب والثقافة والفكر؟.. أين هو من ازمات الفلاحين والعمال على أكثر من ست أو سبع فضائيات شاهدت برامج عن المنشطات الجنسية هذا بخلاف القنوات الأخرى المشبوهة التى تعرض اعلانات عن هذه الاشياء؟.. لم تنته قضايا المصريين حتى تكون المنشطات الجنسية فى اول القائمة.. ومن أين يأتى الفلاح المصرى الغلبان بثمن المنشطات وهو لا يجد كوب الشاى ومن أين يأتى موظف لا يجد ثمن السيجارة لكى يبحث عن منشطات جنسية؟.. والاغرب من هذا أن يتحدث اكثر من برنامج عن منشطات جنسية للمرأة .. ثم نجد طبيبا يشرح للمشاهدين الجهاز التناسلى للمرأة وكيف تشعر بالرغبة.. هل هذه برامج تدخل البيوت ويشاهدها الاطفال وهل يمكن أن يكون ذلك على الهواء ثم بعد ذلك هل هذه دعوة خفية لاستخدام المنشطات الجنسية بين الرجال والنساء.. اذا كانت هذه البرامج تقدم لبعض المشاهدين القادرين الذين يستخدمون هذه الاشياء فما هو ذنب 90 مليون مواطن لا يجدون غذاء يومهم وما هو ذنب 13 مليون شاب وشابة لا يعملون وهم غير متزوجين بطبيعة الحال .. وإذا كانت الدولة تعانى من زيادة السكان وارتفاع نسبة المواليد فكيف نقدم مثل هذه البرامج التى تتعارض تماما مع سياسة تحديد النسل.. وإذا كان بعض مشايخنا قد اجازوا الزواج العرفى حتى بدون ورقة فهل المنشطات الجنسية التى تروج لها الفضائيات استكمال لهذه المنظومة بحيث تكون الوليمة جاهزة .. زواج عرفى بلا اوراق .. منشطات جنسية.. شباب ضائع بلا عمل .. والله عيب وحرام.
http://fgoweda@ahram.org.eg