فاروق جويدة
يرحل سميح القاسم والدم الفلسطينى يغرق ربوع غزة امام اكثر من 11الف بيت هدمتها عصابة الموت فى تل ابيب و2000 شهيد و10000 جريح ..
يرحل صوت فلسطين الذى بقى على عهده مع وطنه فلم يغادره وظل متمسكا بأرضه وبيته وتاريخه .. مع رحيل سميح القاسم تخسر القضية الفلسطينية جناحها فقد كان مع رفيق دربه محمود درويش جوادا لشعر المقاومة الذى واكب بكل الصدق والقوة قضية العرب الأولى .. فى الوقت الذى خرج فيه محمود درويش حاملا قضية شعبه الى كل بلاد الدنيا بقى سميح القاسم متمسكا بأرضه وترابه .. وفى هذا الإختلاف فى المواقف قدم درويش تجربته الثرية فى المنفى وقدم القاسم تجربته مع الوطن وترك الإثنان للقضية الفلسطينية تاريخا حافلا من الشعر والمواقف.. كانت الآراء دوما تختلف حول شعر درويش والقاسم كان درويش يغنى كثيرا لنفسه بينما كان القاسم يصدح مع شعبه .. فى شعر محمود درويش تجد قلبا يحارب وفى شعر سميح القاسم تجد يدا صلبة تحمل السلاح وكلاهما حارب على طريقته كان شعر درويش اوسع مساحة وهو يغنى للوطن بينما كان شعر سميح القاسم مناجاة امام وطن ذبيح كانت بينهما حكايات وقصص وحوارات رغم ان الأيام فرقت بينهما امام طغيان الاحتلال .. بقى سميح القاسم يزرع شجرة الزيتون امام بيته الذى لم يغادره وطاف محمود درويش كل عواصم الدنيا مقاتلا بشعره مدافعا عن حق شعبه فى الوطن والكرامة .. لقد خسرت القضية الفلسطينية اشياء كثيرة .. خسرت يوم رحيل ابو عمار والشيخ ياسين وخسرت يوم انفصلت غزة عن بقية الوطن واعلنت استقلالها وخسرت يوم حمل الفلسطينيون السلاح هذا فتح وهذا حماس وخسرت يوم تشرذم الشعب الفلسطينى ونسى قضيته الأولى فى الوطن والأرض والحياة ..والآن يرحل سميح القاسم بعد سنوات قليلة من رحيل درويش شاعر القضية ومع رحيل رفاق القلم تخسر القضية الفلسطينية اهم شعرائها ويخسر الشعر العربى صوتين من اجمل الأصوات التى غردت فى حديقة الشعر العربى .