توقيت القاهرة المحلي 10:43:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وسقطت دولة الفئران

  مصر اليوم -

وسقطت دولة الفئران

فاروق جويدة

لا تتصور ان القبح يمكن ان يكون سيد الأشياء فسوف يبقى قبحا ولا تتخيل ان الجمال يمكن ان ينسحب من حياة البشر ويترك خلفه اشباحا.. سوف يبقى الحب رغم المساحات الشاسعة من الكراهية التى تأصلت فى قلوب الناس..لا تتصور ان فئران الحديقة يمكن ان تكون بديلا للعصافير والفراشات الجميلة قد يبدو العصفور ضعيفا وقد تبدو اجنحة الفراشات هزيلة واهية امام صراخ الفئران ولكن الفئران نهايتها الأحذية..والعصافير سوف تبقى دائما فى القلوب..كنت دائما على يقين ان الأشياء تطهر نفسها.
وان تلال القمامة حتى وان حاصرتنا بعض الوقت وانتشرت كالأوبئة على الشاشات والأوراق واخذت امامها الكثير من القيم والأخلاق والثوابت، كنت مؤمنا بأن القمامة سوف تبقى قمامة وان الجمال الذى انسحب من حياتنا سيعود شامخا منتصرا كما كان..فى كثير من الأحيان كنت اشاهد وجوها ينبغى ان تسكن الجحور ولكنها فجأة وجدت الأضواء حولها من كل جانب وتصورت ان الفأر يمكن ان يكون غزالا بل ان هذه الفئران تحولت الى كلاب شرسة.. وفى كل يوم كانت الفئران تزداد عددا وتزداد صراخا والعصافير الهاربة تقف بعيدا..سكتت عن الغناء وهربت من اعشاشها..ودخلت فى حالة من الصمت الرهيب..كان الليل وهو يلقى ظلاله على النفوس الخائفة يفتح ابوابا جديدة كل يوم لحشود الفئران تقتحم البيوت وتشوه الحقائق وتخيف الآمنين الصامتين من البشر.

الكلاب الشرسة تحاصر البيوت بالظلم والبهتان وتراها كل ليلة تمارس كل الوان الدجل والكذب من أين جاءت كل هذه الحشود المتوحشة واين كانت ومن الذى منحها فرصة ان تخيف وطنا وان تبدد احلامه فى حياة اكثر امنا وسلاما، لقد تحولت قبيلة الفئران الى حشود مخيفة تظهر امام الناس كل ليلة فيصرخ الأطفال ويهرب الكبار والفئران تمارس لعبة الفزع والخوف وامتهان آدمية البشر وحقهم فى الكرامة، الشاشات اظلمت فجأة وانسحبت حشود الفئران واطل الصبح مشرقا على اغنية جميلة القلب يعشق كل جميل..كان صوت ام كلثوم يطهر ماء النيل الذى لوثته بقايا الفئران..وبدا الصبح وليدا والأطفال الصغار فى طابور المدارس يرددون لك حبى وفؤادى..وسقطت دولة الفئران .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسقطت دولة الفئران وسقطت دولة الفئران



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon