توقيت القاهرة المحلي 05:01:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وكانت لدينا وزارة للزراعة

  مصر اليوم -

وكانت لدينا وزارة للزراعة

فاروق جويدة

في زمان مضى من الأيام الخوالى كنت تدخل بيت الفلاح المصرى البسيط فتجد فيه كل انواع الطعام..تجد كل منتجات الألبان والدواجن واللحوم وتجد

احتياجات الأسرة من الدقيق والأرز التى تكفيك عاما كاملا..وتجد طعام الماشية من الذرة والفول والشعير وفى موسم جنى القطن وهو عرس الفلاح المصرى كنت تجد أكياس القطن أمام البيوت والفرحة تملأ القلوب..كان القطن هو حلم كل بيت في الريف..منه يسدد الفلاح ديونه..ويشترى احتياجاته واحتياجات الأسرة من الملابس طوال العام ومن القطن يقام عرس الأبناء وتذهب الابنة إلى عريسها..وأمام كل بيت كنت تجد نخلة عريقة تعطى البلح وشجرة جوافة أو شجرة جميز أو توت فيها فاكهة العام كله وقد تجد على شاطئ الترعة شجرة موز عجوز مازالت تمنح ثمارها بسخاء..وكان الفلاح المصرى يعشق الأرض ويشم عطرها قبل ان ينام وحين تتدفق مياه النيل في الحقول كأنها أكسير الحياة..كان الفلاح المصرى يسمع أم كلثوم ويشدو مع عبد الوهاب وهو يغنى "محلاها عيشة الفلاح" وكان الراديو الترانزستور الصغير يحمل الأخبار من كل بلاد الدنيا..وكان شيخ القرية هو المأمور والمحافظ وقسم الشرطة وكان إمام المسجد هو الواعظ والخطيب والمأذون والكلمة الصالحة..وكان محصل الضرائب هو صوت الحكومة وضمير الشعب..وكانت العائلات تقتسم الطعام والخبز والفرحة..ومنذ حلت على الفلاح المصرى لعنة الكانتلوب اختفى كوز العسل والشمام والبطيخ الشليان والجوافة والبلح الزغلول والرطب..وحين ذهب الفلاح لشراء العيش من البندر لم يعد يعرف الفطير والسمن البلدى واكتفى بزيوت السيارات التى تحولت إلى زيوت طعام واستبدل الفلاح إنتاجه من الدواجن والأرانب والطيور بفراخ الجمعية المسرطنة وبعد ان كان يشرب ألبانا نظيفة عاش على ألبان ملوثة حملت له فيروس سى وأمراض الغسيل الكلوى وتشرد بين المستشفيات يحمل أمراض الدنيا..وكانت لدى الفلاح ادارة للزراعة وأخرى للرى هذه لحماية الأرض والأخرى لحماية مياه النيل ولهذا كان الفلاح المصرى منتجا وكان الإنتاج الزراعى من القطن والقمح والأرز من علامات الزراعة المصرية..منذ اختفت كل هذه الأشياء مازال الفلاح المصرى يبكى على وزارة كانت تسمى وزارة الزراعة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وكانت لدينا وزارة للزراعة وكانت لدينا وزارة للزراعة



GMT 08:34 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيّر "حزب الله" ولم تتغيّر إيران!

GMT 08:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميون يخططون لمستقبلنا!

GMT 08:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشخاص أثروا حياتى

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا نترك الفرصة للمتربصين؟!

GMT 06:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 06:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:53 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر
  مصر اليوم - منى زكي تكشف عن رد فلعها بعد موجة التنمر

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon