توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وكانت لدينا وزارة للزراعة

  مصر اليوم -

وكانت لدينا وزارة للزراعة

فاروق جويدة

في زمان مضى من الأيام الخوالى كنت تدخل بيت الفلاح المصرى البسيط فتجد فيه كل انواع الطعام..تجد كل منتجات الألبان والدواجن واللحوم وتجد

احتياجات الأسرة من الدقيق والأرز التى تكفيك عاما كاملا..وتجد طعام الماشية من الذرة والفول والشعير وفى موسم جنى القطن وهو عرس الفلاح المصرى كنت تجد أكياس القطن أمام البيوت والفرحة تملأ القلوب..كان القطن هو حلم كل بيت في الريف..منه يسدد الفلاح ديونه..ويشترى احتياجاته واحتياجات الأسرة من الملابس طوال العام ومن القطن يقام عرس الأبناء وتذهب الابنة إلى عريسها..وأمام كل بيت كنت تجد نخلة عريقة تعطى البلح وشجرة جوافة أو شجرة جميز أو توت فيها فاكهة العام كله وقد تجد على شاطئ الترعة شجرة موز عجوز مازالت تمنح ثمارها بسخاء..وكان الفلاح المصرى يعشق الأرض ويشم عطرها قبل ان ينام وحين تتدفق مياه النيل في الحقول كأنها أكسير الحياة..كان الفلاح المصرى يسمع أم كلثوم ويشدو مع عبد الوهاب وهو يغنى "محلاها عيشة الفلاح" وكان الراديو الترانزستور الصغير يحمل الأخبار من كل بلاد الدنيا..وكان شيخ القرية هو المأمور والمحافظ وقسم الشرطة وكان إمام المسجد هو الواعظ والخطيب والمأذون والكلمة الصالحة..وكان محصل الضرائب هو صوت الحكومة وضمير الشعب..وكانت العائلات تقتسم الطعام والخبز والفرحة..ومنذ حلت على الفلاح المصرى لعنة الكانتلوب اختفى كوز العسل والشمام والبطيخ الشليان والجوافة والبلح الزغلول والرطب..وحين ذهب الفلاح لشراء العيش من البندر لم يعد يعرف الفطير والسمن البلدى واكتفى بزيوت السيارات التى تحولت إلى زيوت طعام واستبدل الفلاح إنتاجه من الدواجن والأرانب والطيور بفراخ الجمعية المسرطنة وبعد ان كان يشرب ألبانا نظيفة عاش على ألبان ملوثة حملت له فيروس سى وأمراض الغسيل الكلوى وتشرد بين المستشفيات يحمل أمراض الدنيا..وكانت لدى الفلاح ادارة للزراعة وأخرى للرى هذه لحماية الأرض والأخرى لحماية مياه النيل ولهذا كان الفلاح المصرى منتجا وكان الإنتاج الزراعى من القطن والقمح والأرز من علامات الزراعة المصرية..منذ اختفت كل هذه الأشياء مازال الفلاح المصرى يبكى على وزارة كانت تسمى وزارة الزراعة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وكانت لدينا وزارة للزراعة وكانت لدينا وزارة للزراعة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon